إعلانك معنا يعني الإنتشار

أعلن معنا
مقالات

يارفيقي بعدك الفريق أصبح خلاء !!!

عز الكلام أم وضاح

عز الكلام
أم وضاح

يارفيقي بعدك الفريق أصبح خلاء !!!

رفيقي صلاح
سلام من الله عليك ورحمة تغشاك
كعادتي ومنذ ستة سنوات ماضية لم تنقطع رسائلي عنك في كل عام الثامن من مارس الذي يوافق يوم الرحيل المر وكعادتي أظل أعد أيام السنة وشهورها لأبعث لك بمكتوبي أبثّك فيه ً أشواقي وتجديدي لمواثيق ألعهد والوعد بيننا ولعليّ يارفيقي كنت حريصة أن أزف اليك في كل رسائلي السابقة أخبار أظنها ستسعدك وتدخل السرور إلى روحك الطاهرة بنجاح أو توفيق لأحد أولادنا وهم الذين كانواعندك مشروعك الأهم الذي ظللت تعمل عليه فلم تبخل عليهم أو تجحف بحقهم وأنفقت وقتك فيهم حباً ومشاعر ولاتوجيه وأشهد أنك كنت كريماً حد الكرم ..
كنت أحدثك يارفيقي حتي لو أشتريت مقعداً في بيتنا الصغير وأعتبره أنجازاً يسعد روحك لأن ذلك البيت كان روحك وملاذك وجدرانه شاهدة على أجمل وأروع لحظات حياتنا
إلا هذه المرة ياصلاح ورسالتي اكتبها لك بعيدة عن تلك الجدران الدافئة التي ظلت محتفظة برحيق أنفاسك
رسالتي هذه المرة أكتبها وأنا بعيدة عن البيت الذي عاهدتك أن أحافظ عليه وأصونه وأعمره ..أكتب اليك هذه الرسالة يارفيقي وفي حلقي غصة وفي قلبي حسرة وقد جأنا أوغاد هدوا وحطموا كل ما بنيناه السنوات الماضيه وهم لايعرفون أن قيمة ماحطموه ليس أرقاماً لأوراق نقود كبرت أوصغرت لاتعني لي شئ لكن الذي حطموه شقى السنوات وتعب العمر وعرق أيام طوال ترافقنا فيها بلاكلل ولا ملل هي ذكريات لاتعوض وليس لها ثمن ولامقابل
يارفيقي الذين دخلوا بيتنا وحطموه لايعرفون ماالذي تعنيه الصور التي درسوها باقدامهم لايعلمون أن ملابسك التي كانت على أرفف دولابك فيها رائحتك التي نشمها كلما أشتقنا اليك بل أن بعضها يذكرنا بنجاحات مررنا بها سوياً حتي لو نجحناها مرة أخري ستبقي ناقصة ومسيخة لاننا تحصد ثمارها وحدنا وانت بعيد لاتشاركنا أياها
اكتب لك رسالتي يارفيقي هذا العام وليس لي ماأكتبه اليك سوى الشكوي من أوغاد قطعوا حتي شجرة الليمون التي زرعناها امام المنزل صدقة لروحك وهي التي كادت أن تثمر وكنا ننتظر عطاءها
اكتب لك رسالتي هذه المرة يارفيقي وأنا أبذل لك أعتزاري بلاحدود أن أنقطعت عن زيارتك كما كنت أفعل كل جمعه وأنا أتأهب للزيارة وأتشابى لها وكأنني سألاقيك وجهاً لوجه لأصافحك وتملأ ضحكتك الرنانة المكان
اكتب اليك رسالتي يارفيقي لأول مرة وداخلي شئ مكسور ومنذ رحيلك عاهدتك ألا أنكسر أو أخذلك لكن مرت علي لحظات كدت أن أفعل فيها ذلك لأن الامتحان كبير والابتلاء عظيم وأنا كما ربان السفينة الذي يصارع الأمواج وقد عاهد ركابها أن يصلوا إلي بر الأمان
أكتب اليك يارفيقي ومسؤليتي قد تضاعفت وهمي زاد حجمه فلم أعد مهمومة بالأمانة التي حملتها عنقي ولكنني يارفيقي أصبحت مهمومة بوطن يصارع لكي يظل شامخاً وقوياً
شفت كيف أنا موعودة بالتحديات ؟
شفت كيف أنا موعوده بالامتحانات ؟
وأنت بعيد أحتاج في كل لحظة لرأيك ومشورتك
لكن يارفيقي رغم كل ذلك أعدك أن أكون كما عهدتني صامدة وصابرة …أعدك أنني لامحالة سأعود لذلك البيت وإعمره من جديد ..وسأطلق في أرجاءه البخور الذي تحبه
أعدك أن أزرع وفي ذات المكان شجرة ليمون أخري وستطرح ثمارها صدقة على روحك
أعدك أن أفي بكل وعودي لك طالما في جسدي عرق ينبض
فنم يارفيقي قرير العين هانيها وأنا كما أنا لم أخلف بعدك عهدا ووعدا ولم أبايع رجلا
كلمة عزيزة وأعز
اللهم أرحم الحبيب صلاح بقدر حبنا له وحبه لنا واجعل مثواه جنة عرضها السموات والأرض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى