موهبة الجهل والغباء

شـــــــــوكة حــــــــوت
موهبة الجهل والغباء
ياسرمحمدمحمود البشر

موهبة الجهل لا توجد إلا عند جاهل بائنة جهالته وكذلك موهبة الغباء مع العلم أن الجهل يعد درجة متدنية جدا من درجات التعليم ولو لا الجهل لما كان هناك مقياس للتعليم وهناك ظروف وعوامل تساعد على الجهل ومن تلك العوامل البيئة التى يعيشها الفرد علاوة على الأوضاع الإقتصادية وتبقى أثار الجهل باقية وإن تبدلت احوال الجاهل وأسوأ انواع الجهل عندما تتحالف السلطة والمال مع موهبتى الجهل والغباء هنا تكون المصيبة وهذه الحالة لا تتكرر كثيرا ومن النادر أن تتحالف عناصر السلطة والمال والجهل والغباء ومن أجتمعت فيه هذه الصفات بأركانها الأربع فإنه ستكون من ورائه كارثة لا يعلم مداها إلا رب الكون وهذه الظاهرة يمكن أن تحدث كل خمسمائة عام وكلما تقدم العالم وتطور التعليم وخرج جاهل فى أى بقعة فى الأرض ووجد نفسه بين المتعملين فإنه يصاب بفوبيا العظمة ويتوهم القيادة الجوفاء وخاصة إذ ما أستطاع أن يجعل أفئدة المتعملين تخضع إليه فإنهم يصنعون منه فرعون موغل فى الجهل يصعب كبح جماحه إلا بشق الأنفس وبتكلفة عالية جدا وثمن باهظ وما يجرى بالسودان من حرب ودمار ليس ببعيد من هذا المشهد*.

*وحتى لا نذهب بعيدا فإننا نجد أن قائد مليشيا الدعم الصريع لم يتلق أى نوع من أنواع التعليم ولم تطأ اقدامه اى مؤسسة تعليمية من لدن التعليم قبل المدرسى ووجد نفسه فى بيئة يحيط بها الجهل من كل جانب وعندما شب عن الطوق بدأ حياته تاجر للحمير ومهرب جمال فأنحصر إهتمامه وتعامله مع الحيوان أكثر من تعامله مع المكونات الإجتماعية وتمت عملية تجنيده فى الجيش برتبة رقيب أول فى ظل الظروف الأمنية التى تشهدها ولايات دارفور بالإضافة الى أنه يمثل المكون العربى الدارفورى واصبح يتقرب الى قيادات الإقليم وينفذ المطلوب منه بكل تفانى حتى تمت ترقيته الى رتبة العميد وجمع حوله من الرجال ما لفت إليه الأنظار ومدت الدراهم اعناقها من جيبه وأصبح من اصحاب الجاه والسلطة والمال ورغما عن ذلك لم يتخلص من عقدة الجهل التى صاحبته وكلما إزداد ثراء على ثراء كلما زادت فيه عقدة الجهل الفطرى داخل الرجل*.

*وجد قائد مليشيا الدعم الصريع نفسه فى وضع إجتماعى مختلف وما حدث لحميدتى من نقلة وتحول يتنافى مع نظرية علم المجتمع التى تقول (إن كل تغيير يحدث بسرعة ما عدا التغيير الإجتماعى يحدث ببطء) إلا فى حالة حميدتى هذا فقد حدث له تغيير إجتماعى بسرعة الصاروخ فأستطاع أن يتحول من أمى وجاهل الى قائد عسكرى ومليادير ويبقى الجهل والغباء عقدة الرجل وإزداد الرجل تضخما عندما تم تنصيبه نائبا لرئيس المجلس السيادى ورئيسا للجنة الإقتصادية فى ظل وجود الخبير الإقتصادى دكتور عبدالله حمدوك والخبير الإقتصادى الدكتور إبراهيم البدوى حتى قال حميدتى جملته المشهورة (والله نحنا تانى معركتنا مع الدولار دا يا رمانا يا رمينا) ووجد حمدوك والبدوى فرصهتما فى الرجل وتم تعويم الجنيه السودانى وتم رفع سعر الدولار من ٧٥ جنيه الى ٤٥٠ جنيه وتم تمرير هذا القرار وحميدتى رئيسا للجنة الإقتصادية بدرجة أمى جاهل بإمتياز*.

*أخيرا وجدت قوى الحرية والتغيير ضالتها فى الرجل وأرادت أن تصفى حساباتها مع مؤسسة القوات المسلحة على خلفية غبن دفين منذ عهد الرئيس جعفر نميرى وإستغلت قوى الحرية والتغيير جهل الرجل بتاريخ المؤسسة العسكرية وظن أنه سيكون الرجل الأول فى الدولة السودانية ووسوس إليه شياطين قحت وزينوا له أن يكون رئيسا للسودان خلال ثلاثة ساعات من عمر الزمان بعد أن وضعوا له الخطة وحددوا له ساعة الصفر بعد أن إكتملت كل عناصر تنفيذ المؤامرة بتدبير وتخطيط من ملاعين قحت حتى تفجرت الأوضاع بالخرطوم فى الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣ وجاءت بنتائج كارثية جعلت شياطين قحت يهرولون ولهم ضراط ويتركون مليشيا الدعم الصريع تحت رحمة القوات المسلحة السودانية لمصيرها المجهول بعد هلاك عشرات الآلاف من جنود المليشيا وما زالوا يتساقطون فى ميدان المعركة وهذه نتيجة حتمية لمن يرتكب حماقات مع سبق الإصرار والترصد تحت مظلة الأمية والجهل*.

نــــــــــــص شـــــــــوكة

*المال لا يصنع من الجاهل شخصية على الإطلاق إنما يساعد على قوة الموقف التفاوضى لفترة محددة من عمر الزمان فالجهل يجعل صاحبه يصنع الحماقات ويحوله الى ثور هائج فى مستودع من الخزف ويبقى التحدى فى إقناع رجل ينظر للأشياء بعين الذبابة وليس بعين النحلة*.

ربــــــــــــع شــــــــوكــة

*لا يمكن للجهل أن ينتصر على العلم ولا يمكن لمليشيا أن تنتصر على قوات نظامية عمرها مائة عام ولا يمكن للدعم الصريع أن ينتصر على الجيش أبدا*.

yassir.mahmoud71@gmail.com