حد السيف
محمد الصادق
دموع والى الخرطوم
شاهدت امس مقطع فيديو واضح انه فى محلية كررى قلعة الصمود والنضال حيث ظهر فيه كل من الفريق ياسر العطا عضو المجلس السيادى والأستاذ أحمد عثمان حمزة والى ولاية الخرطوم . وكان واضحا أنهما يخاطبان مجموعة من المواطنين فى منطقة الثورات وقد شاهدت وسمعت الاستاذ احمد عثمان هذا الرجل الهمام والذى يعمل فى ظل ظروف صعبة ومعقدة للغاية يتحدث حديثا قويا ومؤثرا للحد البعيد الشئ الذى جعله يجهش بالبكاء أمام تلك الجموع الغفيرة التى كانت حاضرة للقاء .
0 الوالى احمد عثمان زرف دموع كالدم وكلنا نعلم أن دموع الرجال غالية وعزيزة رغم أن الكثير من الناس يعتقدون أن الرجل الذى يبكى إنسان ضعيف لا يتحمل متاعب الحياة وان دموعه صورة مزيفة ليس إلا . ولكنهم للأسف لا يدرون أن دموع الرجال الغالية لا تسقط بسهولة وهى مؤشر حقيقى على رقة القلب ورهف المشاعر والأحاسيس والتفاعل مع المواقف التى تهز الإنسان الذى يشعر بآلام ومعاناة الآخرين .
0 ليس معنى الرجولة أن تكون مشاعر الرجال جامدة كالصخر او يكون الرجل صاحب قلب متحجر أو جبل لا تهزه الأعاصير وتعصف به الرياح . فالشيخ جمال زايد أحد علماء الأزهر كان يقول أن درجة إيمان الرجل كلما كانت قوية كان أسرع إلى البكاء . والحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يدعو ويقول ( اللهم أنى أعوذ بك من عين لا تدمع ومن قلب لا يخشع ) .
0 إن أصدق الدموع هى دموع الرجال لأنها نادرة وغالية وندرتها سر صدقها وقوتها وضعفها . ومن السهل أن تبكى الأنثى وهذا شئ ليس بجديد إذ لم يكن معتادا . لكن دموع الرجال تعنى قمة الإحساس بالمواقف التى تكون من حولهم وهو ما حدث للأستاذ أحمد عثمان حمزة هذا الرجل الكبير عملا وأفعالا وفكرا والذى يحمل قلبا ملئ بالإيمان وحب الوطن والوقوف إلى جانب الضعفاء والمساكين والمحتاجين خاصة فى ظل هذه الحرب المدمرة والتى بإذن الله وقوة الرجال وصمود أبطال قواتنا المسلحة والمستنفرين والمتطوعين من أبناء الوطن سيقضون على الأعداء المرتزقة والمأجورين والخونة والعملاء .
0 إن الوالى أحمد عثمان الذى زرف الدمع السخين وأبكانا معه يزداد حبا فى قلوب مواطنى الولاية كلما أشرقت شمس الصباح وكلما أرخى الليل سدوله وإستحق بذلك التقدير والثناء والوفاء .. فشكرا له ولمواقفه الوطنية النبيلة مثنى وثلاث ورباع . ولأن الختام مسك كما يقولون نقول له …
لله درك يا قلبا بكيت دما …
حتى تسيل دموع العين تسبقه
لله درك كم أخفيت بى ألما …
حتى تسيل دموع العين تسبقه
فالثغر يبسم والاشواق تحرقه
0 غدا بإذن الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .
