إعلانك معنا يعني الإنتشار

أعلن معنا
مقالات

حكماء السودان فى حاجة الى الحكمة

شـــــــوكة حـــــــوت ياسرمحمدمحمود البشر

شـــــــوكة حـــــــوت
حكماء السودان
فى حاجة الى الحكم
ياسرمحمدمحمود البشر

الحرب المستعرة فى. السودان تدخل إسبوعها التاسع ولا صوت يعلو فوق صوت الرصاص ورائحة الموت والدمار والخراب والخوف والهلع وبلغت القلوب الحناجر وتعطلت عجلة الحياة بصورة تامة وكاملة وهجر الناس بيوتهم واصبحوا فى حيرة من أمرهم ولم يكن أكثر الناس تشاؤوما يتصور أن تستمر هذه الحرب الى هذا الوقت ووصل الأمر بالمواطن ان يتمنى الموت وتحولت الخرطوم الى مدينة شبه مهجورة إنعدم فيها الأمان وغابت ملامح الدولة السودانية ولا وجود للحكومة أصلا وأصبح القانون المعمول به بالخرطوم هو قانون الغابة البقاء فيه للأقوى بعد أن أستبيحت بيوت المواطنين وأصبح النهب والسرقة والسلب هو العنوان الأبرز وتناثرت الجثث فى طرقات وشوارع الخرطوم ولا بواكى على الموتى وأصبح الهروب من سعير نار الحرب المشتعلة نوع من انواع النجاة والبقاء فى الخرطوم تهلكة لأنها تحولت إلى ساحة معركة أستخدمت فيها كل أنواع الأسلحة*.

*رغما عن هذا فقد شكل حكماء السودان من إدارة أهلية وطرق صوفية وهيئة علماء السودان ورجال الدين الإسلامى والمسيحى واساتذة الجامعات والأمراء والشراتى والنظار العمد والمشائخ نجدهم قد شكلوا غيابا عن المشهد وقد لزموا الصمت فى وقت الحاجة الى الكلام والى الحكمة أختفوا فى بيوتهم واصبحوا ينظرون الى ما يجرى فى السودان من دمار وخراب وكأن أمر الحرب لا يعينهم فى شئ وكأن الضحايا الذين يتساقطون يوميا فى كوكب آخر وليس فى أرض السودان فهل عجز حكماء السودان من وضع حد لهذه الحرب بالتواصل مع قيادة القوات المسلحة وقيادة مليشيا الدعم السريع أم أنهم يريدون أن يثبتوا للناس أن حكماء السودان مجرد جسم هلامى مصنوع يتم جمعهم فى قاعة الصداقة من أجل الحشود والتظاهرات السياسية فقط أم أصبح حكماء السودان مجرد جسم يستخدم كفزاعة أم انهم سقطوا فى إمتحان الحكمة بدرجة إمتياز وأصبحوا فى إنتظار المنتصر فى هذه المعركة ويخرجون فى مسيرات التأييد والمباركة للمنتصر ويقبضون (الساهلة) وينتظرون المشاركات السياسية بالمجلس الوطنى والمجالس التشريعية ويترددون على مؤسسات الدولة بيض العمائم والجلاليب سود القلوب والضمائر ويتسكعون فى فنادق السوق العربى التى طالها الدمار والخراب*.

*واصبح مصير وقف الحرب متعلق بمنبر مفاوضات جدة تحت (الوصاية) الأمريكية السعودية مع العلم أن الدول الراعية تبحث عن مصالحها ومصالح شعوبها فى السودان وما يجرى بمدينة جدة ما هو إلا سيناريو لإطالة أمد الحرب فى الخرطوم ولا يهمهم أن يهلك نصف الشعب السودانى او ثلثه لكن المهم تحقيق أكبر قدر من المصالح فى السودان والحل الحقيقى فى أيدى السودانيين أنفسهم وليس فى يد أمريكا والسعودية فلماذا لم يخرج حكماء السودان ويتواصلون مع قيادة الجهات المتصارعة ويضعون حدا لهذه الحرب اللعينة ويكون الحل بأيدى سودانية خالصة ومن العار ومن العيب أن يتوارى حكماء السودان فى هذا الظرف الأكثر صعوبة فى تاريخ السودان الحديث* .

*ولا تظنوا أن رقعة الحرب ستكون فى الخرطوم أو الأبيض والفاشر وزالنجى فمن المؤكد أنها ستصلكم فى بيوتكم وقراكم ومدنكم وكلما إمتد أمد الحرب كلما إتسعت رقعتها وزاد عدد الضحايا والأرامل والأيتام ومصلحة المجتمع الدولى أن تستمر الحرب فى السودان طالما أنها شأن داخلى لا تؤثر على السلم والأمن الدوليين وسيزداد نشاط تجار السلاح وسيكون السودان بؤرة من بؤر الدمار والخراب وستنتهى الحرب يوما ما لكن بعد أن تقضى على الأخضر واليابس وسيكون الموت والخراب فى السودان مجرد خبر فى نشرات الأخبار والخاسر الأكبر هو الشعب السودانى وعلى حكماء السودان أن يخرجوا من بيوتهم اليوم قبل الغد ويعملوا على وقف الحرب بحلول سودانية خالصة وانتظار المجتمع الدولى مضيعة للوقت وهلاك للشعب فلا تخشوا الموت وسجلوا موقفكم فى سفر التاريخ قبل أن يسجلكم التاريخ فى قائمته السوداء وإلا باطن الأرض خير لكم من ظاهرها*.

نـــــــــــــص شـــــــوكــة

*صمتكم يعنى أنكم تمارسون سياسة (الحارى ولا المتعشى) يعنى أنكم فى إنتظار غنيمة المنتصر ولا شأن لكم فيما تسفر عنه مجريات المعركة فأنتم فى صف المنتصر تجهزون (حلاقيمكم) الكبيرة تكبيرا وتهليلا لكن فى نفاق ومن أجل مصلحة*.

ربــــــــــع شـــــــوكـة

*يا حكماء السودان أين غابت حكمتكم؟*.

yassir.mahmoud71@gmail

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى