شـــــــوكة حـــــــوت
الإحتفاء بالهزيمة
ياسرمحمدمحمود البشر
الجمعة ٢٤ نوفمبر ١٨٩٩ سقطتت رأية الثورة المهدية وقتل الخليفة عبدالله ومعه ألف من جنوده كما تم أسر ثلاثة ألف جندى وبموت الخليفة عبدالله سقطتت الثروة المهدية ولم يتبقى منها إلا التاريخ واحفاد المهدى واحفاد الخليفة عبدالله ولا ينكر أحد أن الثورة المهدية بدأت بإنتصارات على الأتراك فى شيكان وفى معركة الخرطوم وتم قتل غردون باشا لكنها فى النهاية سقطتت وبدأت نهاية الثورة المهدية منذ معركة كررى التى وقعت فى الثانى من سبتمبر من ذات العام وإنتهت بأم دبيكرات وطوت صفحتها الى الأبد وعلم الجميع أن قائد الثورة هو ليس المهدى المنتظر كما روج له فى ذلك الوقت فالمهدى المنتظر هو من يظهر فى آخر الزمان ويقتل المسيح الدجال ومن هنا يتضح أن محمد بن عبدالله الفحل هو مصلح دينى وثائر مثله مثل عمر المختار فى ليبيا وعرابى فى مصر*.
*فى أم دبيكرات قتل الخليفة عبدالله وسقطتت رأية الثورة المهدية ووقع السودان تحت مظلة الحكم التركى المصرى وهذا يعنى أن أم دبيكرات كانت هزيمة نكراء للثورة المهدية وليست إنتصار بأى حال من الأحوال ورغما عن ذلك نجد بعض السودانين يحتفون ويحتفلون بهذه الهزيمة سنويا حتى وصلنا للذكرى ال ١٤٠ لمجزرة أم دبيكرات وتم تمجيد هذه المجزرة فى التاريخ السودانى الحديث لتذكر الشعب السودانى بإنتصار الجيش التركى المصرى على المهدية إنتقاما لمقتل غردون وبهذه الصورة يكون المستعمر قد جعل الشعب السودانى يحتفى ويحتفل بذكرى مجزرة كررى وأم دبيكرات على أنها إنتصار وفى حقيقة الأمر أن المنتصر فى هذه المعركة هو الجيش الإنجليزى التركى فهل يعقل أن تحتفى وتحتفل طائفة بذكرى إبادة آلالاف من الجنود فى معركة واحدة ومقتل قائد ثانى الثورة المهدية*.
*ومجمل القول أن تاريخ السودان السياسى والإجتماعى والإقتصادى يقوم على فرضيات مبنية على الأكذوبة ومكتوب بمداد بعيد كل البعد عن التناول الحقيقى للأحداث والوقائع ولم يتعرض المؤرخ الى الخيانة التى تعرض لها الخليفة عبدالله من بعض السودانيين قبل وأثناء معركة كررى والذين تمت عملية تحفيزهم عقب هزيمة الخليفة عبدالله وأصبحوا فيما بعد نجوم مجتمع يشار إليهم بالبنان ويحظى احفادهم حتى اليوم بالتقدير والإحترام على أنهم أبطال وهم فى حقيقة الأمر مجرد خونة نفذوا أجندة الجيش الإنجليزى المصرى وتم تحفيزهم على خيانتهم للخليفة عبدالله ولم يذكر التاريخ أنه بعد سقوط أم درمان عقب معركة كررى تمت عملية إلقاء رفات محمد أحمد عبدالله الفحل فى النيل بعد هدم القبة*.
*بما أن صفحة التاريخ واحدة يجب أن تقرأ بتجرد وحياد فإن هناك من دخلوا مع الجيش التركى المصرى ضباط وجنود فى حملة اللورد كيتشر وتم منحهم الجنسية السودانية وقاموا بتكوين حزب سياسى من أجل محو آثار الثورة المهدية ومازال أحفادهم يتمتعون بصفة الوطنية وهم مجرد غزاة ومحتلين وعلى الشعب السودانى أن يعيد قراءة التاريخ بصورة صحيحة مع العلم أن تاريخ السودان السياسى الحديث معظمه يجافى الحقائق والوقائع وهو تاريخ موضوع ليلبى ويشبع رغبات واضعى التاريخ وحتى تاريخ السودان فى فترة ما بعد الإستقلال به كثير من المغالطات وتغبيش الحقائق الدامغة* .
نـــــــــــــص شـــــــوكــة
*السودان هو الدولة الوحيدة على وجه الأرض لم يعرف عدد سكانها على وجه الدقة وهو الدولة الوحيدة التى لم تعرف مساحتها الحقيقية ولم تعرف حدوده الجغرافية مع دول الجوار على وجه الدقة وهو الدولة الوحيدة مطموسة الهوى والهوية ومشتتة الإنتماء هل هو دولة أفريقية أم دولة عربية فى الوقت الذى يثبت فيه السودانين أنهم شعب (بروس) وحمولة زائدة على الكرة الأرضية*.
ربــــــــــع شـــــــوكـة
*لو تمت عملية رواية تاريخ السودانى الحقيقى لظهرت الحقيقة المجردة وإنكشف (المغطى ومغرق شطة)*.
yassir.mahmoud71@gmail