إعلانك معنا يعني الإنتشار

أعلن معنا
مقالات

أخصائيون على الهواء الطلق

شوكة حوت ياسر محمد.محمود

شـــــــوكة حـــــــوت
أخصائيون
على الهواء الطلق
ياسرمحمدمحمود البشر

*من فوائد حرب الخرطوم غير المرئية أنها أظهرت الأشياء على حقيقتها ووضعت الحقائق فى قالب الوضوح ورفعت الستار المصنوع عن الأشياء وحتى لا نذهب بعيدا فقد أجبرت الظروف خروج كل الأطباء والإخصائيين والإستشاريين فى مجال الطب من الخرطوم الى كل ولايات السودان وإنتشروا فى المدن والقرى والأرياف بعيدا عن بريق الخرطوم وأصبح الأخصائي الذى لا يمكن مقابلته فى عيادته الخاصة بالخرطوم إلا بعد ثلاثة أسابيع من الإنتظار يمكن أن تقابله فى عيادة متواضعة جدا فى أى مستشفى ريفى ويقدم لك ذات الخدمات التى يقدمها فى الخرطوم قبل الحرب وقد أجرى بعضهم عمليات دقيقة ومعقدة فى مستشفيات لا يمكن أن يتصور أى مواطن أن تجرى فيها مثل هذه العمليات على الأقل فى مثل هذه البيئة وهذه الظروف التى تعيشها البلاد ولا سيما فى المرافق الصحية الحكومية*.

*وهذه الظروف أكدت للناس بما لا يدع مجالا للشك أن هؤلاء الأطباء الذين جعلتهم الخرطوم يرتدون ثوب التواضع ويقدمون أفضل ما عندهم من خلال هذه المستشفيات كانوا يتخذون من الخرطوم قلعة من قلاع التكبر المهنى ويزيدون من معاناة المرضى القادمين من أقصى الولايات لتلقى العلاج بالخرطوم فلو لا تكدس كل الأطباء والإختصاصيين بالخرطوم لوجد كل مريض طبيب يتلقى عنده العلاج المناسب وفى الساعة الذهبية على الأقل فى عاصمة ولايته أو أحدى المدن الكبرى بالولاية لكن عقدة الخرطوم جعلت من الطب سلعة وليست مهنة وحولت بعض الأطباء الى تجار بحساب الربح والخسارة وأصبحت الخرطوم عندهم متجر كبير يعرضون فيه بضاعتهم لا ينافسهم على ذلك إلا الفريشة الذين يعرضون بضائعهم فى شارع الدكاترة فى أى مدينة من مدن العاصمة المثلثة فالهدف التجارى واحد يقوم على حساب الربح والخسارة مع إختلاف المهنة والتخصص وتبقى قيمة المرء فيما يقدمه لمجتمعه وليس فى الشهادات التى يحملها وماذا يعنى أن تكون بروفيسور أو إستشارى فى المخ والأعصاب او أى تخصص نادر وتستعصم عن المرضى بحجة عدم توفر الإمكانيات خارج الخرطوم*.

*الأعذار الواهية بحجة أن الولايات طاردة ولا توجد بيئة عمل مناسبة قد كذبتها الأيام بعد أن إستوعبت مستشفيات الولايات ذات الكفاءات الموجودة بالخرطوم قبل الحرب وقاموا بإجراء ذات العمليات التى كانوا يجرونها بالخرطوم وبذات القيمة المادية أو أقل قليلا ووفروا على المرضى ومرافيقهم كثير من المشقة والعناء والعنت لكن غريزة جمع المال عند الأطباء جعلت الواحد فيهم يقسم وقته ما بين محاضرات الجامعة والعمل فى المستشفيات الخاصة وعيادته التى يتحول فيها مسجل العيادة الى متخذ قرار وصاحب كلمة فى وجه المرضى وطالبى الخدمة ومن عيادته يقوم الطبيب بتغذية المؤسسات الطبية الخاصة بتحويل مرضاه لإجراء العمليات أو تلقى العلاج فى مستشفيات القطاع الخاص وبذلك يتحول المريض الى مشروع من مشاريع الإستثمار ما بين الأطباء وأصحاب المؤسسات الطبية العاملين فى القطاع الخاص*.

*خلاصة ما يمكن قوله أن المستشفيات الولائية يمكن أن تستوعب مقدرات هؤلاء الأطباء من دون تكبر مهنى ويمكن القول أن وجود هذه التخصصات بمستشفيات الأقاليم تجبر جهات الإختصاص ببذل المجهودات الكبيرة فى تطوير المستشفيات الحكومية وإستجلاب المعدات الطبية التى تساعد وتساهم فى تطوير الخدمات الطبية وبذلك تسهل عمليات تلقى الخدمة ولتكن الخرطوم محطة لإستقبال الحالات المستعصية والحرجة والتى تحتاج الى عناية ذات خصوصية وقد كشفت الأيام والتجربة أن العمليات الدقيقة يمكن إجرائها فى مستشفيات حكومية متواضعة إذا ما وجدت الأخصائي الذى يؤمن بأداء مهنته ومهمته بالريف طواعية وليس بعامل ظروف الحرب*.

نــــــــــص شــــــــوكــة

*عموما يجب على الأطباء التفكير خارج صندوق الخرطوم وعليهم بإنشاء وتشييد مؤسسات صحية خاصة بالولايات أو العمل بالمستشفيات الحكومة وسيتحصلون على نفس المبالغ التى يتحصلون عليها فى الخرطوم فقد كسرت فترة الحرب شماعة الظروف التى يتحدث عنها الأطباء الأخصائيين والإستشاريين وظهرت الحقيقة وأظهرت الحقيقة أيضا*.

ربــــــــــع شـــــــوكـة

*نرفع القبعات لبعض الأخصائيين الذين آمنوا بأداء رسالتهم المهنية بعيدا عن الأضواء وبعيدا عن ضوضاء الخرطوم ونجوميتها الزائفة*.

 

yassir.mahmoud71@gmail

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى