عز الهجير


رضا حسن باعو
السعيد بشوف في اخو!
نوفمبر من العام (٢٠١٨) ارتفع سعر جوال السكر زنة خمسين كيلو جرام كنانة من (٨٨٠) جنيه الي (١٠٨٠) جنيه وكيلو اللحم الضأن من (١٨٠) إلي(٢٢٠) جنيه واللحم العجالي من (١٢٠) الي (١٨٠) جنيه وحينها كان سعر كيلو الفراخ (٨٥) جنيها والعيشتين بجنيه ومع ذلك تضجر الناس واحتجوا علي هذا الغلاء الفاحش وتضجروا بان ذلك الغلاء أكثر من طاقتهم وقاطعوا اللحوم الحمراء ويمموا صوب اللحوم البيضاء لتعويض الفارق في غذائهم.
بعد هذا التاريخ بنحو شهر ارتفعت وتيرة الاحتجاجات وعلا السقف الي المطالبة بإسقاط نظام الإنقاذ وعمت المظاهرات القري والحضر حتي يذهب البشير ونظامه الي مزبلة التاريخ وسعدنا كثيرا بهذا الحراك وايدناه ودعمناه بقوة كنا نظن واهمين ان حالنا سيتبدل نحو الأفضل حالما نسقط البشير ونظامه ودفعنا مقابل ذلك ثمنا باهظ التكلفة حيث استشهد شباب غض نتيجة استخدام الحكومة حينها القوة المفرطة لقمع المتظاهرين ومع ذلك صمد الشباب والثوار مع القمع والقوة التي قابلوها بصدور عارية استقبلت الرصاص الحي كل ذلك ثمنا رخيصا مقابل ذهاب البشير ونظامه.
بعد شهور استمر في الحراك الثوري سقط البشير في أبريل من العام(٢٠١٩) وهللنا وفرحنا وابتهجنا كنا نمني أنفسنا بحياة رغدة بعد استعادة أموال الشعب المنهوبة والعمل علي إحداث النهضة التي كنا نحلم بها ولكن ضاعت أحلامنا وامالنا بعد أن فوجئنا بحكومة اقل من قامة الثورة مجرد أشباح جيء بهم لإدارة الفترة الانتقالية لإنقاذ البلاد مما كانت عليه لكن ماذا حدث؟ الكل يدري ماجري من حكومتنا وذلك لايحتاج منا لشرح فلم تضيع أحلامنا فحسب بل فقدنا هيبتنا عندما فشلنا في توفير احتياجاتنا واحتياجات أسرنا الضرورية بعد غلاء فاحش ضرب الأسواق نتيجة سياسة خرقاء من جهلاء لايدرون كيفية إدارة الدولة وحولوا حياتنا لجحيم لايطاق وانصب كل جهدهم في التمكين لعصبتهم واصدقائهم وذويهم ونسوا الشعب الذي جاء بهم وحملهم علي أكتافهم الي كراسي الحكم التي يتنعمون بامتيازاتها الآن دون أن يحسوا بمعاناة الشعب الذي انهكه الغلاء وتحولت حياته الي جحيم لايطاق حيث تضاعفت أسعار السلع الضرورية وأصبحت بأرقام فلكية ليس في مقدوره توفيره وصار يئن من التعب ولايجد من يسمعه فالجميع يشكي سوء حاله ولايجد مجيب.
أكثر المتشائمين لم يكن يتخيل ان يصل الواقع الي ماصرنا عليه الآن فلم نتوقع أن تتضاعف أسعار السلع الضرورية بهذه الصورة التي لم نضعها في حساباتنا في أسوأ الظروف لكن حدث ماحدث لان من يحكمون الآن كلهم يتصارعون ويتناحرون من أجل الحصول علي كراسي السلطة دون أن يضعوا المواطن المغلوب علي أمره في حسبانهم فكل همهم ان يتنعموا ويعيشوا حياة رغدة علي حساب دم المواطن الفضل.
للحكام الحاليين والقادمين عبر التشكيل الوزاري المرتقب عسكريين علي مدنيين نقول لهم أنظروا أين البشير وأعوانه الآن فعليكم تهيئة بيئة السجون لانكم لامحالة ستكون خاتمتكم هناك معهم حينما يثور الشعب لاقتلاعكم مثلما اقتلع البشير ووقتها لن ينفع الندم فلا تغرنكم السلطة والجاه الذي تتمتعون به الآن ومثلما يقول المثل الشعبي(السعيد بشوف في اخو) عليكم بالتحوط ما امكنكم ذلك لان نهايتكم قد اقترب موعدها وستحاسبون علي مافلعتموه بهذا الشعب وسيطالكم البل وان كنتم في قصور مشيدة.

السابق

الهلال يضرب الفرسان بثلاثة اقوان ويحتكر الصدارة بأمان

السابق

بالصور.. “إنقسنا نيوز” ترصد لحظة مغادر الهلال إلى جنوب افريقيا

أكتب تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *