
الشعب -ماذا يريد ؟!
- عندما تم الإعلان عن لقاء رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو توقعنا ان تشتعل شوارع الخرطوم بالرفض الذي يهدد استقرار الأوضاع واستمرار الحكومة نفسها ولكن شيئا من هذا لم يحدث وكل الذي حدث بيانات محشوة بعبارات الشجب والاستنكار وبعض أصوات انطلقت من عدد من المنابر ولم يكن أيضا لها اثر على الشارع والشعب!
- أكبر مفارقة ان أحزاب سياسية قامت على فكرة قومية عربية ومركزية رافضة لحق إسرائيل في الوجود وهي جزء من حكومة الفريق اول البرهان ظلت موجودة في الحكومة مع قرار الفريق بالتطبيع ولم تتخذ (فعلا يوازي المرحلة)كما تقول بعض ادبياتها!
- أمس الأول وقع الفريق اول البرهان إعلان مبادئ مع رئيس الحركة الشعبية السيد عبدالعزيز الحلو أبرز ما فيه فصل الدين عن الدولة وتوقعنا بمجرد الإعلان عن المبادئ الجديدة ان تشتعل الأرض والمنابر والطرقات ولكن لا شيء سوي بعض بيانات الشجب الاستنكار المعقولة ومواقف أقرب للتسليم بالواقع من قوى سياسية قامت فكرتها المركزية أيضا على ربط الدين بالدولة فلا مناداة بجهاد ولا استشهاد ولا استنفار !
- واضح جدا ان أولويات الناس والأحزاب قد تبدلت وان لم يكن نظريا فواقعيا والجميع أصبح مهموما ومهتما بقضايا المعاش والخدمات وما يتصل بالحياة قبل الممات !
- الأفراد إذا والجماعات في سودان اليوم أصبحوا أكثر انشغالا بمجريات الحياة اليومية وكيفية تصرفيها-الجميع مشغولون بزيادة مداخليهم لمجابهة غلاء الأسواق ويسعون من الصباح حتى المساء لتوفير مقابل معاشهم وعلاجهم وحركتهم واتصالهم ووصالهم !
- لم تعد هناك مساحة ولا طاقة للقضايا الكبرى في الوقت الذي اصبحت فيه القضايا الصغرى تستهلك كل الجهد وكل الوقت !
- السؤال المهم -هل هذا الحال والواقع يجعل الحكومة في أمان ويضمن لها الاستقرار للاستمرار في برامجها الكبرى مثل التطبيع مع إسرائيل وفصل الدين عن الدولة وغيرها مما نعلم ولا نعلم ؟!
الإجابة قطعا (لا) وان لم تنتبه الحكومة لما يشغل هم الناس فعلا فإن قضاياهم الصغيرة ستكون محركا لهم للعصف بها لأجلها ولأجل القضايا الكبيرة التى راحت بين ثناياها!
*ان تغافل الناس وتتناسوا قضايا كبرى ظلت تشكل وجدان وذاكرة الكثير من السودانيين فهذا يعنى ان القضايا التى شغلتهم عنها اليوم وإن كانت صغيرة إلا ان تأثيرها على حيواتهم أكبر وهو الشيء الذي يتعين على الحكومة اليوم وقبل الغد ان تسارع لإيجاد إجابة لقضايا الناس وحاجاتهم وفي أسرع وقت
- لن يصمت على الجوع والمرض ونقص في الخدمات من سكت على التطبيع وفصل الدين عن الدولة فلئن كانت الأخيرة قضايا حدود فإن الأولى قضايا وجود !