الطريق الثالث – بكري المدني

سرقة الثورة بإسم البنات !

اتفق بأن يكون للمجتمع وللسلطات دور في ضبط الشارع العام من حيث المظهر و من اي سلوك يتجاوز حرية الفرد لحرية الجماعة وبالتأكيد ان هذا الدور لا يكون بضرب البنات بالسياط بسبب ملابسهن ولا بسن التشريعات والقوانين والاجراءات المجحفة !

إن كان أكثر ما أضر بالنظام السابق حصر بعض منسوبيه لرسالته في ملابس البنات ومتابعة السلوك الشخصي للأفراد فإن اختزال البعض رسالة الثورة اليوم أيضا في المدافعة عن حق البنات في اللبس والسلوك الشخصي للأفراد والمتعدى على حريات العامة مسألة مضرة جدا بالثورة واجسامها وانصارها

ثمة مطلوبات للثورة وانصارها أولى من الانصراف بهذا الشكل السافر للتصدي لحملة افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي في مواجهة البنات السافرات ما بين المتطرفين من حراس المجتمع وادعياء الحريات المطلقة!

ان كان المرجو من دعاة حملة السياط توجيهها لظهور النهابين في وضح النهار وعصابات(النيقروز) حماية للضعفاء فأمام انصار الثورة مهام اهم من الانزلاق في معركة مفترضة وان أصبحت حقيقية فإن القانون كفيل بها و بأخذ يد المعتدين على البنات على الطرقات والاماكن العامة

ان انتصار الثورة الأول يجب ان يكون لإمرأة تغطي وجهها بطرف ثوبها (مبلمة)خجلا وهي تشحد الناس حق الطعام والدواء وذلك أولى من انتصارها لفتاة تلبس أغلى الملابس واضيقها في نفس الوقت !

إنتصار الثورة المطلوب يكون لبائعة شاي مستورة وساترة حالها وذلك باكرامها واحترامها وهو أمر مقدم على انتصارها لفتاة سافرة خرجت تبيع بإسم الثورة والحرية قيم تواضع عليها المجتمع جيلا بعد جيل !

إن الأولى بانتصار الثورة طالبة جامعية في داخلية تستحق الأمان بضمان توفير الحماية وحق الطعام والرسوم

لقد اندلعت هذى الثورة اول ما اندلعت في الدمازين وعطبرة والفاشر لأجل كرامة الإنسان وحقه في الحصول على السلام وعلى الطعام ولم تخرج لتحقق حياة بعض المترفين الخاصة في بعض شوارع و (كافيهات)الخرطوم !

هناك خلط كبير عند البعض فى مفاهيم الثورة وتعلية تحقيق رغبات قلة مفتونة بالحريات على حساب حقوق أغلبية ساحقة قادت الثورة لأجل واقع أفضل في المعاش وفي الخدمات وفي الحريات العامة مع احترام الحريات الخاصة متى التزمت حدودها وخطوط الآخرين الحمراء على الطرقات والأماكن العامة

من كان يريد ان يدافع عن شعارات الثورة وأهدافها فلينظر الى ما يمكن ان يهدد الحريات حقيقة لا ما يدعو لحفظها ولينادى بإستكمال ملف السلام وتحقيق العدالة

أجزم بأن(ماكور)اول شهيد لثورة ديسمبر والذي سقط شهيدا في مدينة بربر ما كان قد خرج متظاهرا بالأساس لأمر متعلق بالبنات ولا قتل الأستاذ احمد خير في خشم القربة وهو يدافع عن رواد شوارع وكافيهات الخرطوم ولا سقط من سقط فى الخرطوم نفسها دون حق البنات في اللباس!

من المؤسف هذا الانفعال الكبير والحماس العظيم لقضية هي في الأصل تافهة ولو ان دعاة الجلد بالسياط كانوا قد اكتفوا بالدعوة لغض الطرف وكف البصر لبارت السلع في الأسواق وعلى الطرقات ولم يجد سماسرة العرض سوقا لنداءاتهم العالية !

السابق

عناوين الصحف الصادرة اليوم الأحد

السابق

شــــــــوكــة حـــــــــوت_ الـوجـــنــة الثـــالثـــة

أكتب تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *