الترانزيت الجديد …واشنطون مباشرة..

صديق دلاي

 دائما ما ترهقنا نحن في العالم الثالث لعبة الأمم المؤسسة الأكثر أنانية، وهي تلعب بالجغرافيا والتاريخ بكياسة، وعقلية اقتصاد، وهيمنة سياسية معلومة للجميع. تحرك الحكومات والدول بأشخاص و دوائر ولوبيات.
 لنأخذ لعبة المحاور، وكيف تمضي الأمور على سبيل المثال. وكيف تدير الولايات المتحدة الأمريكية هذه الدنيا في حدود إقليمنا العربي والإفريقي.. 
   إسرائيل هي الثابت، بينما كل شئ متغير. وهناك حسبة دينية بعيدة المدى. ولكن دعونا نبقى في الحدود السياسية والمنافع المقرونة بالظاهر من جبل الجليد.. 
   كثيرا ما تختار أمريكا لعبتها بعناية وتركيز وخبث وفهم واسع لأشواقنا وتطلعاتنا. وأصل كل شئ عند واشنطون هي المصالح بكونها أمة تجارية، يجري في مزاجها التغامر دوما وأبدا، ولكنها حاليا تحكم العالم، ولابد من ثوابت ترعاها بالإدعاء والتبني. 

  تريد قطر أن تقود الشرق الأوسط بتحفيز من واشنطون لإضعاف السعودية، وخلق تنافس فاتن بينهما، وهما أبناء عمومة في الدين والمنطقة والملامح , فلماذا إنطلت فكرة إبليس عليهما بسرعة، وتخاصم الخليج كله في أصعب سنواته بينما أمريكا تضحك جراء مفعول تكتيكها؟ 
ومن طهران يمكن تقديم إيران بأنها الشيطان الرجيم  كتحفيز للسعودية بكونها الأحق بقيادة العالم المسلم.  و إيران عدو طبيعي لواشنطون بسبب الجرأة والحلم الكبير ونوع الإنسان الذي يفكر ناحية القدس بشكل مختلف وجاد يخيف تل أبيب... 

ومن تركيا التي لعبت واشنطون على أغنية الإمبراطورية العثمانية، وضرورة عودتها بقيادة من إستنابول ، وقد تم تحفيزها بحفاوة لإضعاف محور السعودية مصر…
…طبعا…
لن يكتمل أي قمر لكل تلك الحوافز ما لم يغيب ذات القمر في واشنطن، وهذا يعني أفول أمريكا، وحتي ذلك الحين فلكل حدث حديث..

ظلت أمريكا تتعامل معنا نحن في جمهورية السودان بطريق غير مباشر، وهذه إهانة بالغة، وحتي حينما يصل المسئول السوداني الرفيع كوزير الخارجية لا يجد من وقت الخارجية الأمريكية إلا دقائق معدودة. وذلك بسبب قلة التأثير، وعدم وجود أهمية إقتصادية وسياسية لأمريكا وهي تدير العالم.
وأصبحت الوكالة عند المحاور , ربما من أبوظبي والرياض والقاهرة , وكنا نستلم رسالة واشنطون عبر تلك العواصم، ولكن بفضل ثورة ديسمبر المجيدة سيكون الوضع أفضل بإرادة سياسية مختلفة حينما أنتبه العالم لنوع التغيير، وحجم الوعي لثورة سلمية من العالم الثالث قدمت نموذجا يحتذى عن إرادة الشعوب ورغبتها نحو الديمقراطية والحريات.
الترانزيت الجديد سيكون إلي واشنطون مباشرة لو صرنا نمشي للمستقبل بوضوح وإرادة مختلفة نحو المدنية والمجتمع الديمقراطي، مع همة اقتصادية تتجلى فيها إرادة إنسان الثورة.
ولابد أن نفهم أنه ليس سهلا أن ننال احترام أمريكا بعد نسخة السخرية بأن أمريكا وروسيا قد دنا عذابهما..
وحينما كانت فيتنام تنتصر وهانوي تحت القنابل، كان وزير التربية والتعليم ينقل المدارس في زمن الحرب بقطع أشجار الغابة، وبناء مدارس سريعة حتى لا تتعطل عقول أهلها وحياتهم. ومن هنا كانت هزيمة أمريكا التي صارت جزءا من جسارة الفيتنامين وتاريخهم.
ومثل ذلك صمود الإيرانيين، لم يكن بالمجان، بل تم من خلال تجليات الإنسان الإيراني، وبناء إقتصاد قوي استطاع هزيمة كل أنواع الحصار، وبالنهوض إلى مستوي التفكير ومحاصرة النقاش في بناء قوة نووية.

وليس البحث عن الخبز وتعويم الجنيه لوقف الانهيار بسبب أساسي، بل هو ضعف الإنتاج في ملايين الأراضي الزراعية الخصبة بجمهوريتنا المترامية ووفرة مياهها ومناخها وخبرة انسانها..

لابد من الربط بين الإرادة السياسية المبتغاة بدرجة الاستقلال والإنتاج عند الإنسان السوداني أولا، والذي لابد أن تكون إجابته بالإنتاج، ثم بناء دولة القانون. ولعل بشريات الاستقلال بدأت بإجراءات إدارية.

السابق

بعد رحلة إستشفاء في القاهرة.. الدفعة الأولى من مصابي الثورة تصل الخرطوم

السابق

اصابات بـ”كورونا” وسط العاملين تدفع وزارة الثقافة لإيقاف جميع أنشطتها

أكتب تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *