
هذا يحدث فقط في السودان….. الخرطوم ثكنة عسكرية..
*ربما أن من تفاوضوا في جوبا وصاغوا إتفاق السلام هناك، فات عليهم تضمينه بنداً مهماً يتحدث عن إمكانية تحول الخرطوم العاصمة (لثكنة عسكرية ضخمة)، مفتوحة لمن يرغب في الإنضمام إليها، مع توفر الحد الأدني من (شروط القبول) فيها، المتمثلة في الحصول علي (عدة قطع) من سلاح الكلاشنكوف والدوشكا وال آر. بي. جي وبضعة سيارات تاتشر، و(حياكة) الزي العسكري الذي يناسب صاحبه ووضع (العلامات العسكرية) بمختلف الرتب مع كامل الإعفاء من التدريب أو الحصول علي شهادة من أي (كلية حربية) ولايشترط ممارسة (القتال) في أي معركة سابقة…هذا لم يتضمنه إتفاق جوبا لكنه أصبح (أمراً واقعاً) يراه كل الشعب وقيادة الدولة، مايثير الشك بأن ذلك (المشهد الغريب) تم الإتفاق عليه (كملحق) للإتفاق الأم..!!
*وثمة أسئلة (حائرة) لاتجد الإجابة من قيادة الدولة ولا من المتدافعين بجنودهم وأسلحتهم نحو الخرطوم، ماهي (ميزة الخرطوم) التي أصبحت تثير (شهية) كل من حصل علي السلاح والتاتشرات..؟! ومنذ متي كان الدخول للخرطوم يستوجب أن يكون علي ظهر التاتشرات المدججة بالسلاح..؟! أليس لكل مواطن (الحق) أن يدخل ويقيم ويعمل في العاصمة القومية لوطنه..؟! ألا تسكن في الخرطوم كل قبائل السودان من الشمال والشرق والغرب والجنوب والوسط بلا إقامات مختومة أو كفيل..؟! إذن ماالمبرر لأن يصبح الدخول للخرطوم بالسلاح وليس بحق المواطنة العادية..؟! ماذا يجري خلف الكواليس..؟! أليس من حق كل مواطن سوداني أن ينزعج ويشك في مايراه ويسمعه..؟!.
*تدافع حملة السلاح نحو الخرطوم يسقط عنهم (إدعاءآتهم) السابقة بأنهم يحاربون من اجل حقوق مناطقهم، وكان الأحري بهم بعد السلام، أن يذهبوا (لإدارة) مناطقهم و(تنميتها وتثبيت) حقوقها من خلال (شراكتهم) في الحكم، لكنهم لم يفعلوا وتدافعوا نحو الخرطوم وتركوا مواطني مناطقهم يتفرجون عليهم، وتلك (إدانة) تلحق بكل هذه الحركات بأن (همهما الأول) هو السلطة فقط، أما حقوق المناطق وأهلها، فقد كانت (مجرد مطية) للصعود للسلطة..فماذا تقولون ياهؤلاء؟! وهل أصبحت الخرطوم أقرب لقلوبكم من مناطقكم الأصلية..؟!
قيادة الدولة قد تجد نفسها يوماً (شريكاً أصيلاً) في فتنة كبري وخراب وموت مفجع إن ظلت هكذا عاجزة عن لجم هذه (الظواهر الخطيرة)، ويومها لن ينفع الندم… نسأل الله أن يحمي بلدنا وشعبنا من الفتن ويطفئ بحوله وقوته بوادرها التي لاتحتاج لمصباح كاشف..!!
سنكتب ونكتب…!!!