
كثيرا ما تحدثت الامثال الشعبية عن استعار شخصيات حقيقية او افتراضية بالمواقف البطولية والشجاعة والفروسية ، وهذا ما لفت انتباهي وشدني من خلال تبادل حديث مع احد اصدقائي المقربين عن سماحة وشهامة و مروءة الزعيم شيخ موسى هلال، وتلمست ذلك من خلال ترحيبه واستقباله لوفد المؤتمر الشعبي عند زيارته للتهنئة بالحرية وسلامة العودة للاهل والدار . فالاصالة صفة خاصة تعبر عن التربية الحميدة في مجتمعاتنا والسودان بلد يمتاز اهله بهذه الصفات من مروءة وكرم (والاصيل) يظل اصيل مهما اعتراه الدهر ومن يصنع من المال جسرا للتواصل بينه وبين اهله إلا (ابن اصول) ، ومن يتألم ولا يتكلم ولا ينتقم لنفسه ايضا (ابن اصول) ، والوفاء والاخلاص عنده تربية ومبداء وطبيعة ولا يعرف الغدر مهما تعرض للخيانة والغدر .
الشيخ موسي هلال قالها بصدق عندما التقى قيادات الشعبي في صالونه الفخيم مع محبيه ومريديه بانه لا ينسى ما ورد علي لسان دكتور علي الحاج امينهم العام ومطالبته باطلاق سراح موسي هلال ليضاف الي ابناء دارفور الخلص للمساهمة في حل النزاع بدارفور ، تذكر هلال هذا المشهد الذي نسيه اغلب المراقبين من ابناء بلادي لكنه لم ينساه هو ، وهو في محبسه و سجنه عندما جلس اليهم حكى لهم عن سروره ، وخرج بمصالحة حسمت كل شئ وأعادت روح التسامح والتسامي للرجل الفارس طويل العماد الحكيم في زمن غاب فيه حكماء الامة . بمثل ما قدم هلال من دروس في تجاوز المؤامرات والانتصار للذات علينا أيضا ان نشيد بالطرف الاخر حميدتي الرجل (فاكهة السياسة) من منحها مذاق مختلف صاحب المواقف النبيلة والواضحة انه تنازل كذلك ونسي ما كان يحمله من غبن عابر .
هنا تكمن الاصالة واولاد الاصول الذين لا يغدرون ولا يخنون ، و هذا ما نتماه ان يطوي كل من الرجلين ما علق بهم من اتهامات وشتائم ونبذ . والمؤتمر الشعبي أيضا قد وجد قبولا من الراي العام وعضويته لهذه الخطوة الكبيرة بتهنئته موسي هلال بالخروج من المعتقل ، في هذه المساحة نتمني ان تتوالى المبادارت وتتوسع لتشمل بقية المعتقلين السياسيين، ويتم عبرها التراضي الوطني والوفاق السياسي لادارة البلد، والخروج به من انهيارات الاقتصاد والخدمات وتعم المصالحات كل ربوع بلادي.
ما نعرفه عن الشيخ موسي هلال رجلا لايريد الظهور ولا يتكلم كثيرا ولا يسعي بالفتنة بين الناس وقال بعد خروجه ( تحملنا مرارة السجن ولن نسمح للفتنة ان تؤثر علي مجتمعنا) زعيم قبيلة بحق وحقيقة ويحتاط لنفسه عند المواقف وكبير القوم لا يحمل الحقد ، حفظ المعروف ورد الجميل نادرين في هذا الزمان. وبكل تاكيد خروجه يساعد في بناء الوطن الكبير .
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.