الخرطوم لأي زول.. وكلموا أي زول1
نخاطبكم اليوم بلغة القونة عشة الجبلية التي صارت مسيطرة ولها جمهورها الكبير في كل السودان وشعبيتها التي ان مضت علي ذات المنوال يمكن ان تنافس شعبية الراحل محمود عبد العزيز ونعيش علي أنغام الجبالة علي وزن الحوالة.
ما علينا ندخل للب الموضوع الذي نحسب أنه من الخطورة بمكان علي كل السودان وفعلا يمكن ان يشتت شملنا أكثر مما هو مشتت عطفا علي اللغة العنصرية التي أضحت سائدة الآن وانتشرت أكثر من زي قبل.
نعم ربما تكون القبلية والعنصرية والخطاب الجهوي رعاه النظام السابق بطريقة او أخري وصارت القبيلة هي من يحدد من يحكم ومن يذهب وهذا بالطبع أمر مرفوض تماما ولا يمكن لعاقل أو زي بصيرة تقبله لكن أخطر مافي الأمر ان هذا الخطاب العنصري والبغيض بدأ يترعرع وينمو للأسف في ظل حكومة ثورة ديسمبر المجيدة التي اقتلعت نظام البشير وهي الثورة التي تعالي في الهتاف الأشهر ياعنصري يامغرور كل البلد دارفور كناية عن رفض الخطاب العنصري والبغيض الذي يفرق ولا يجمع، نتاسف ان نسمع مثل هذه اللغة هذه الأيام ومبعث اسفنا أنها تأتي من فئة يفترض أنها قيادية ومتعلمة لاينبغي ان يخرج منهما مثل هذا الحديث لكن يبدو أننا في عهد أقل ما يمكن ان نطلق عليه عصر الانحطاط في كل شيء طالما ان ساحتنا الفنية والغنائية يسيطر عليها أمثال القونة عشة الجبلية ورفيقاتها اللاتي ملأن الدنيا ضجيجا وصخبا وكدن ان يكنسن كل ماهو جميل من غناء وطرب شجي مثلما كانت تفعل عائشة الفلاتية عليها الرحمة ومن جيل عمالقة الفن السوداني من لدن الراحل إبراهيم الكاشف وعبد العزيز محمد داؤود وغيرهم من عمالقة الغناء السوداني الأصيل.
لم نكن من قبل نعرف مثل هذه اللغة العنصرية خلال سنين عمرنا حيث درسنا وسكنا ولعبنا مع اندادنا من جميع أنحاء السودان ولم نكن نعرف من أين هذا وذاك حيث تربينا شمالي وجنوبي طبعا قبل الانفصال الكلام ده وفوراوي وزغاوي ونوباوي وشلكاوي ونويراوي لم نكن نذكر أسماء قبائلنا هذه وتلك حتي لم نكن نعرف بأمانة حتي القبيلة التي ننتمي إليها.
من الواضح جدا ان هناك من لعب في عداد ضبطنا وغير من مفاهيمنا وعاداتنا السمحة التي تربينا عليها ولم نكن نعرف مثل هذه العنصرية البغيضة وأقولها صراحة دعوها فإنها نتنة ويمكن أن تسهم في تدمير ماتبقي من قيمنا وحينها نكون قد حققنا لأصحاب القلوب المريضة الذين يشعلون نيران العنصرية أهدافهم.
نواصل
