علي كل_محمد عبدالقادر


اضراب الصيدليات… اسوأ ما يحدث!!

نفذت (90 %) من الصيدليات العاملة بالخرطوم والبالغ عددها نحو (1200)، إضراباً عن العمل، أمس الاول الإثنين وانخفضت النسبة الي ما يفوق الثمانين بالمائة امس الثلاثاء.
الاضراب مثلما هو معلوم وحسب ما نقلته الاخبار جاء احتجاجاً علي ندرة الادوية اذ اصبحت ارفف الصيدليات خاوية علي عروشها يتسيدها العنكبوت ان لم تجد اليها ادوات التجميل طريقا بعد ان عز الحصول علي الدواء .
السبب طبعا عدم جدية الحكومة في ايجاد التمويل اللازم لاستيراد الدواء وباسعار تجعله في متناول يد المواطن الذي بات يصارع في جبهات عديدة ليكون علي قيد الحياة.
تابعنا خلال الفترة الماضية وحذرنا كثيرا من الفوضي الموجودة في سوق الادوية والضبابية التي تكتنف موقف الدولة من دعمه وتوفيره للمواطن باسعار مناسبة، لا ادري كيف ستصل العقاقير للمواطنين مع تحرير اسعار الدولار وغياب الدولة الكامل عن هذا الملف الخطير والمهم.
جميعنا يعلم انه توجد بدائل لكافة الازمات التي تواجه المواطن في الوقود والغاز والكهرباء والخبز لكنا نعلم كذلك انه لابديل للدواء الا الموت، هذا المصير الذي يواجه مرضي السودان الان مع انسحاب مخجل جدا وغير مبرر للدولة .
الغريب ان هذا الخبر وعلي كارثيته لم يرق لاهتمام المسؤولين ، لم نسمع من الدولة حتي الان تحركا يوازي خطورة الموقف، فالقوم غارقون في الحل و البل والتفكيك وتوزيع الصلاحيات والغنائم وقرارات الانتقام والاقصاء والتشفي.
الصيادلة يرغبون في وضع حد لأزمة الدواء ، وتوفيره  بشكل كامل”، وكان الاوفق ان يكون هذا هو هم الدولة المسؤولة عن حياة المواطنين، لكنها للاسف تغيب الان في احلك الظروف التي يعايشها السودانيون بعد ان حاصرهم الغلاء واستحكمت بحياتهم الامراض والازمات.
بالامس كان المواطنون يسعون بين الصيدليات لشراء دواء مطلوب لانقاذ حياة مرضاهم ، جلهم عاد بخفي حنين، اصحاب الامراض المزمنة يحاصرهم الوجع بعد ان رضوا بهم الغلاء ليفاجاوا بهم الاضراب الذي دخلت فيه الصيدليات مكرهة بعد ان ضاقت واستحكمت حلقاتها ولم تفرج حتي الان.
الاضراب فاقم معاناة الناس وادخلها (اللحم الحي)، نتطلع الي قرارات مهمة من مجلس الوزراء تضع حدا لمعاناة اهل السودان في الدواء قبل ان تستجيب لاصحاب الصيدليات الذين ظلوا يجارون بالشكوي من صعوبة توفير الدواء للمواطن .
رفعت الدولة يدها عن كل شئ الخبز، الوقود ، الكهرباء ، نتمني ان تخصص نذرا يسيرا من عوائد رفع الدعم لحل ازمة الدواء ، فاذا فشلت في اعانة المصنعين والمستوردين علي توفيره فالبديل هو الموت .

السابق

بدء التسجيل لسلفية سكر رمضان للمعاشيين

السابق

السماح بدخول “5” آلاف مشجع للمباريات الدولية بالسودان

أكتب تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *