أخبار التعويم والنهر طويلأ وطويل

صديق دلاي

قلنا كثيراً أن أزمة السودان في الأداء السياسي تكمن في مسافة إدارية محدودة , فالقضايا واضحة وأجندة الوطن معروفة وطبيعة العلاج لا تحتاج حتي لندوات وورش ولجان منبثقة، بل مجرد إرادة سياسية مرتبطة بحجة ثاقبة لقرارات كبيرة حاسمة تحتوي علي تلجيم كل تردد يخالف الشرعية الثورية فعلاً…

لقد فات الأوان على تلك الشرعية الثورية المفتري عليها ودفنا قبل أيام حكومة من البلاستيك مع هشاشة عظامها غرقت في يوميات عرضحالاتها بطيبة لا تليق بسياسيين مهما كانوا تكنقراط فشلوا في بيان هام للناس في أبسط وأهم ثلاث ملفات حيث الخبز والغاز والمواصلات بل والكهرباء وتعرضوا لفشل تاريخي لن يفارقهم مهما كانت الأعذار
ونحن أبناء اليوم مع قصة التعويم وقد نشط الأعداء لنشر الزعر والمستقبل المظلم وقللوا جدا من التفكير الشجاع في إتخاذ الخطوة والقرار والمنهج وقصدوا إفساده بتنظيم إعلام أصفر وتلك حكاية سناتيها لاحقاً
المهم حالياً محاصرة الجهود ليعبر الجنيه المسكين ذلك النهر الطويل ومازلنا في بداية المشوار ونحن في اليوم الخامس لتداعيات القرار فالضع مستقر نوعاً ما ولكن المخاطر بالمرصاد لمجرد توسيع الثغرات الي رتوق كبيرة ومنها ستاتي المصائب ولذلك لابد من تربيط كل زوايا العمل نحو تنجيح الفكرة والتعويم مازال طفلاً يحبوا , وهناك فرصة نادرة للعبور

حضرنا ورشة عمل رفيعة المستوي من حيث تخصصها في النظر لمسالة أزمة الصرف والدولار والتعويم وخلص الجميع من خمسين بنك وعشرات المؤسسات المالية مع البنك المركزي علي دعم التعويم ورفد القطاع الخاص شقيقا لا يخون الشقيق مهما تضاربت المصالح

كما وضح من ذلك المساء الجدية والتثابر باسم الوطن للتقدم به مهما كانت المصاعب والعثرات وسرنا جدا مستوي الإخلاص في طرح الأفكار من تجار مستوردين ومصدرين أكدوا بان أستقرار الصرف يساعدهم علي توسيع أعمالهم

وأخيرا تم تحرير رئيس الوزراء من رجل اسمه الشفيع الشيخ كان وراء الدهاليز غير الممشية يسيطر على رئيس الوزراء ويفرخ كل الأزمات في الشارع السوداني حتى صارت نساؤنا يتحولن من غرفهن الخاصة واقفات مثل الديدبان وراء شبابيك الأفران ليلاً وفجراً وصباحاً ثم نهاراً طويلاً فكم تبقى من تلك السكين ويومها الأسود غير التخلص من رجل لم نعرفه لا في ندوات المعارضة ولا في مظاهرات ثورتنا المجيدة ولا حتى في بيانتها المحتجة على أقل الفروض وقد سمعنا عنه العجب بتوقيف بواخر طوال شهور بإعترض منه لتصرف لها من وزارة المالية غرامات تكفي لتشييد مئات الشفخانات دعك من شراء ثلث حمولة تلك الباخرة..
ذهب الخضر غير مأسوفاً عليه ولكن لابد للسيد حمدوك أن يفهم نواقصه الفزيعة وهو لايعرف المجتمع السياسي كما ينبغي لحسم كثير من الظواهر والمعارك وبدلاً من خصومة مجانية مع الحرية والتغيير يجب أن يفهم أنها الحاضنة الحنونة له

واضح جداً بعد إسبوعين من ميلاد الحكومة الثانية مؤشر النجاح بمجرد خطوات إدارية ولعل زيارة حمدوك للكلاكلة وضع الجدول الشعبي له بعيداً عن ما حصل من إفرازات مرسومة حتى درجة الزووم لتوضيح قسمات وجه حمدوك في تلك اللحظة ولكن تبقى الفكرة سليمة من الشلة الى أفاق الشارع , خطاباً ومحتوى وصراحة

الإستقرار النسبي في السوق يؤكد سلامة القرار مع محاصرة المخاطر في مهدها وألا تنام الحكومة أبداً بعد السهر وكما فعل خالد سلك بخطوة حتى لو كانت مرسومة ولكن السليم فيها السيطرة على المجريات بهيبة الدولة والحسم الفوري حتى تخرج دولارات لصوص السكروتا والفارهات لصالح المستشفى والمدارس بعد الخبز والأدوية.

السابق

أفق آخر( الدهب وقطط المطار)

السابق

مبارك الفاضل يحمل حمدوك مسؤولية تدمير الاقتصاد بمصادرة مؤسسات فاعلة

أكتب تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *