أفق آخر.. (جنس حسادة)


علي الصادق البصير

نشرت فتاة بوست غريب جداً على الفيس بوك، وهي من بولاية وسطية، أتمنى أن يكون حديثها من باب المبالغة والطرفة، نشرت تقول: حبانا الله في المربع الذي نسكن فيه بخط ساخن للكهرباء، لأنه يمد جهات حيوية من بينها المستشفى، هذا الوضع جعل لنا إمداداً كهربائياً مستقراً حتى وإن كانت الأمطار غزيرة، وقالت: هذا الوضع أزعج جيراننا في المربع الثاني فابلغوا إدارة الكهرباء عن سبب تمييز هذا المربع، فاخبرهم المهندس أن المسالة فنية وهندسية وهو حي صغير لا يؤثر على حمولة الأمداد، فطالبوا إدارة الكهرباء بتحقيق العدالة كواحد من شعارات الثورة، وكان الرد من الكهرباء بان هذا الوضع لا يتم إلا بشراء كيبيل منفصل للحي، وقالت والعهدة عليها: (دقوا شير واشتروا الكيبل) بحجة المساواة في القطع وعدم تحميل ضغط خط المستشفى. وختمت حديثها (الحمد لله نحن الآن مضلمين وهم إرتاحو).
وما يروى عن حسادة السودانيين أن للعلامة الراحل عبدالله الطيب بحث في مجال الحسد في السودان ذكر فيه والعهدة على الرواة أن 13 قبيلة عربية من أصل 16 قبيلة مشهورة بالحسد في الجزيرة العربية قد هاجرت إلى السودان إبان هجرة العرب إلى السودان، وهي المعلومة التي وظفها البروفسيور الراحل تاج السر محجوب اثناء محاضرة له عن تدني الخدمة المدنية في السودان وقال بسخرية: (حسد القبائل دي كله اتفشى في الخدمة المدنية من (حفر) و(دفن) و(دس) و(قوالة) و(سواطة).
ومن الطرائف الشائعة أن سوادني رأى فتاة تتحدث بالهاتف في سطوح العمارة، فاتصل على والدها وقال ليهو الصهريج دفق.
فالحسادة عند غالبية أهل السودان لا تنحصر في منطقة أو قبيلة أو جهة أو فئة معينة وهي منتشرة في معظم الأوساط وهي سبب ما نحن فيه من تخلف، وعلينا أن نتذكر قوله تعالى في سورة البقرة: (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
*أفق قبل الأخير
البروفسيور عبدالله الطيب رحمه الله قال: لم يدرك حسد الأكاديميين إلا بعد تعيينه مديراً لجامعة الخرطوم! وقال البروفسيور البوني في مقال له عن الحسد: تحية خاصة لجدنا ود الرضي صاحب أجمل حسادة والقائل (الله يكبرن الكبرني وسمحن)
*أفق أخير
لولا الحسادة لنجحت الثورة المجيدة

السابق

وزير الصحة: العلاج المجاني أولوية واستمراريته ضرورة

السابق

بكري المدني – المفاجأة الثالثة في محكمة كبر !

أكتب تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *