بالواضح

فتح الرحمن النحاس

فساد اللغة دعوة للفتنة……

لا للعنصرية والتحريض..!!

*بعد إتفاقية الخرطوم للسلام عام 1997 بين الحكومة و(6) فصائل جنوبية اختلفت مع قرنق، أثار كاربينو كوانين قائد تمرد 1985 (إشمئزاز ورفض) الكثيرين وهم يسمعونه يهاتف شخصاً ويتحدث بلهجة (عنصرية وتحريضية) ضد ماأسماه العنصر (العربي المسلم) في الشمال، الشئ الذي عزز (الشكوك) في جديته وإمكانية أن تمضي الإتفاقية إلي الأمام، وبالفعل لم تعمر الإتفاقية لعامين قبل أن يتفرق جمعها أيدي سبأ..وعندذاك تحققت مقولة الروائي البريطاني جورج أورويل التي تقول (فساد وفوضي السياسة من فساد اللغة)..ولم يكن كاربينو وحده من سعي لإفساد (نجاحات السياسة) بخطاب العنصرية والتحريض والكراهية، فقد مشي علي نهجه آخرون من (الحركات المسلحة) حملتهم للخرطوم إتفاقيات السلام، وكان الناس سمعوا إطلاق الكثير من مفردات (الشحن والبغضاء)، وقد تكرر ذلك قبل إتفاقية جوبا الأخيرة ومابعدها، وهانحن الآن نعايش (بالصوت والصورة) الكثير من التسجيلات الممتلئة (بالجهوية والغبائن) والسب والشتائم للعنصر العربي والإسلامي، ومايسمي (بأولاد البحر)، ولاندري إن كانت هذه العنصرية تصدر من أفراد (معزولين غاضبين) أم هي (تعبر) عن كل المجاميع..؟!
*إن كان من المفهوم وجود مسببات (للإقتتال) بين أبناء الوطن الواحد، مثل (التهميش المناطقي) وإختلال التوازن التنموي وإستئثار المركز (بالثروة والسلطة) علي حساب الأطراف، فإن منهج (الحوار والتفاوض) وجد (كترياق مضاد) لحمل السلاح والخصومات، وبالفعل فإن (الحكومات المركزية) المتعاقبة لم تبخل بإعتماد (الحوار) بديلاً لهذه (الصراعات المؤلمة)، والتمسك به بقوة رغم أشواك التدخلات الخارجية وحمولتها من (الأطماع) والأجندة الخفية، التي ساهمت في إطالة أمد الإقتتال، وأفضت لجملة من الأحزان والدماء والدموع دفع (كلفتها) المتصارعون والوطن والشعب…عليه يكون من (الخطل والعبث) في حالة الوصول (لإتفاقات) أن تنتقل (أمراض) البغضاء والعنصرية والتحريض من ميدان الإقتتال إلي (فضاء السلام)، بعد انتهاء صلاحيتها مع (صمت البنادق)، وتعافي المقاتلون من مضاعفاتها، وأصبح في متناول أياديهم أن ينالوا (كافة الحقوق) بكل سهولة عبر نصيبهم في السلطة والشراكة في صناعة القرار الوطني..!!*
*إذن سيخسر كثيراً من يستفرغون (خطاب) الجهوية والعنصرية والتحريض وشتم العروبة والإسلام، وعليهم أن يتذكروا أن خطاب الكراهية (سيفسد السلام) وسيولد ضدهم (كراهية أشد) فالوطن للجميع و(العنتريات الجوفاء) بضاعة معطوبة، ولامكان لأي فوضي، ومارفضتموه لأنفسكم يجب أن ترفضوه لغيركم، فكونوا (دعاة) بناء وليسوا دعاة (فتن وخراب) فالجميع سواسية في الحقوق والواجبات ومن لايري غير ذلك فعليه أن يرتب نفسه لدفع (الثمن المر) وإنتظار آخرين علي (أتم الإستعداد) لمقاومة أي (خروج وتعدٍ) علي الأمن والسلام والتوافق بين أبناء الوطن الواحد..!!

سنكتب ونكتب…!!!

السابق

منتدى العمدة يكرم المذيع سعد الدين حسن

السابق

وزيرة الخارجية تتلقى دعوة لزيارة الكويت

أكتب تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *