الخرطوم بين الركام وفقدان الأمان
انزعج كثيرون لكون الخرطوم هي الأقل نظافة بعد (بانغي ) عاصمة أفريقيا على مستوى العالم وجاء هذا التصنيف بعد تصريح قريب للسيد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي الدكتور جبريل ابراهيم الذي قال أن عائدات السودان من الجمارك هي الأضعف في العالم ويتقدم فيها فقط على جمهورية أفريقيا الوسطى والتى قال انها تعيش في حالة ألا دولة !
اعتقد ان هذى أمثلة يمكن القياس عليها في بقية المجالات مما يعنى أننا لا نتقدم من دول العالم إلا جمهورية أفريقيا الوسطى والتى بالكاد تعد دولة في الراهن المعاصر مما يعنى ان السودان يتزيل العالم في النظافة وفي الاقتصاد وعلى ذلك قس !
الأوضاع حقيقة في السودان أسوأ من دول كنا ولا زلنا نحذر من بلوغها مثل الصومال وليبيا وسوريا والعراق واليمن !
أكثر ما يزعج في أحوال الخرطوم اليوم ليس قلة النظافة فيها ولا تردى الخدمات او حتى تعسر معاش الناس حيث بلغت الحياة الحلقوم ولكن المزعج حقا لا هذا ولا ذاك وإنما تراجع الأحوال الأمنية بشكل ملحوظ ومخيف
ثلاثة جرائم كبيرة وقعت الأيام القليلة الماضية كل منها يدعو للخوف وللاستغراب لأنها يمكن ان تقع لأي مواطن فيها سواء ان كان في مكان عام بين الناس او سائرا بعربته على الطريق او داخل بيته محكم الإغلاق !
أكثر جريمة مفزعة وقعت قبل أيام في الخرطوم بل في أحد أحيائها الوسطية والعريقة القريبة من مركز اي شيء بما في ذلك مقرات السلطة المركزية هي الجريمة التى وقعت في حي الخرطوم 3حيث قتل شاب من أسرة أبو شورة داخل بناية أقرب للفيلا بعد ان تسور الجناة السور ووصلوا الطابق الثاني حيث قتلوا المرحوم طعنا حتى الموت !
ان كنا نتحسر على الخرطوم التى ما عادت هي الأنظف والأجمل قبل عقود كما يقال عنها او الخرطوم التى لم تعد تقرأ ما تؤلف القاهرة وتطبع بيروت فيبدو أننا نتحسر اليوم وغدا على الخرطوم التى أصبحت (تانى الطيش)في النظافة والله وحده يعلم كم هي درجتها في الأمن ؟!
