
فتح الرحمن النحاس
الإستعمار بأيدي سودانية..!!
*إن كان الإستعمار بمعناه التقليدي يعني أن يقع شعب في (قبضة) قوي أجنبيه تصادر إرادته وحريته، فإن ماهو أسوأ منه أن يكون إستعماراً (بأيادٍ وطنية)، وماهي بوطنية، وإن كان الإستعمار يعني سرقة (مقدرات وثروات) الشعوب والدول، فإن الأسوأ منه أن يكون (السارق) من أبناء الشعب والدولة…فهذا (الأسوأ) في كلا الحالتين يحدث بأيايدنا نحن أبناء الوطن الواحد، فمنا من جعلوا حرفتهم (التهريب)، إذ هم يسرقون ذهب الأرض ويستلمون عائداته في الخارج (لتنام) في حساباتهم المصرفية الخاصة، ومنا من يهرب الدولار و(الأبقار والجمال) لتباع لحومها في الخارج (بأرخص) من أسواق الخرطوم، وآخرون يهربون السمسم والزيوت والسكر والصمغ والبصل، ونحن هنا (نعجز) عن الشراء، وهنالك (إمبراطورية) التكسب من دقيق الخبز، فكل ماتجود به الأرض السودانية من (خيرات ونعم) تذهب لغيرنا خارج الحدود بأطماع (المكاسب الخاصة) وليس بموجب (المصلحة العامة) التي تقررها أجهزة الدولة الرسمية..!!
*إحصائيات تقول أن (ودائع السودانيين) في الخارج تفوق، ال (50 مليار دولار)..نصيبنا منها هذه الصادرات المضروبة التي لاقيمة لها أو مايعاد إلينا في شكل (مصنعات) من منتجاتنا وبأسعار عالية…خراب و(سقوط وطني) ولا عزاء لشعبنا المنكوب بأطماع بعض أبنائه، وماهو محزن أن يكون السودان الملقب (بسلة غذاء العالم) والقادر علي إطعام (2 مليار) إنسان، لايستطيع غالبية شعبه شراء الموز ولحوم الأنعام والدواجن والبيض والألبان ومشتقاتها…وهل هنالك إستعمار (أشد قبحاً) من هذا الذي نصنعه بأيادينا..؟! ولن نسأل عن (حكوماتنا الوطنية) فهي في كل زمان إما (هزيلة) أو هي مرهونة (لجيوب النفعيين)، أو هي مسيرة من دول أخري، فهل يعقل أن تنجح سويسرا، الدولة الصغيرة، في تحقيق قدر كبير من الرفاهية لشعبها من عائدات (صناعة الساعات) البالغة في السنة (مليار دولار فقط)، في حين لايستطيع السودان تحقيق هذه الرفاهية رغم أن عائداتنا يمكن أن تصل (لأضعاف أضعاف) عائدات سويسرا..؟!*
*مؤلم لدرجة الفجيعة أن تكون إصلاحاتنا الإقتصادية في بلد غني بالثروات الطبيعية مثل السودان، بروشتة صندوق النقد والبنك الدوليين المتضمنة رفع الدعم وتعويم الجنية، وربما غداً صرف رواتبنا من (شباك أجنبي) وبالقطارة…فيااااابؤس حالنا ويااااااخذلان حكومتنا وياااااجهل بعضنا (المعتقل) في شعارات بائسة ومكبل بجاهلية إهدار الموارد البشرية تحت (لافتات) تصرخ بأي كوز ندوسو دوس وأخري تتباهي بسطحية وتشفي بمايسمي بالتفكيك (صامولة صامولة)… فمعذرة ياشعب السودان المستعمر بغباء الساسة والمذبوح بنهم النفعيين..!!
سنكتب ونكتب…!!!