
رضا حسن باعو
الى وقت قريب كان الذهاب الى المتنزهات والحدائق العامة رفاهية لغالبية الشعب السوداني، بينما كان البعض منهم يسافر الى خارج البلاد أو للولايات البعيدة ليرفه عن نفسه وأسرته كنوع من التجديد وتجديد المعنويات.
لكن الآن وبعد ان أصبحنا في درك سحيق وأزمات متواصلة في سودان ما بعد ثورة ديسمبر المجيدة التي سرقت من قبل قلة قليلة لا تمثل أو تعبر عن الشعب ولا الشباب الذي ثار في وجه النظام البائد، بعد كل ذلك الجهد الكبير الذي بذل لإنجاح الثورة عض الشعب السوداني بنان الندم، وبات يصرخ بأعلى صوته كما يقول المصريون ولا يجد من يسمع انينه، لان من يحكمون الآن فاشلون بدرجة امتياز في تقديم ما ينفع المواطن الذي تلاحقه الأزمات وتدهور الخدمات من كل جانب.
وفي عهد ثورتنا الباذخة حول هؤلاء الأشباح الذين يطلقون على أنفسهم مجازاً حكاماً حولوا حياة المواطن لجحيم لا يطاق ولا يمكنه الصبر عليه أكثر مما صبر، فلن يصدق وزراء الغفلة وكبيرهم رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك ان الأكل والشراب أصبح عصياً على المواطن، وصار حلماً بعيد المنال لرب الأسرة الذي يقضي طيلة يومه خارج أسوار منزله بحثاً عن لقمة حلال لاطفاله تسد رمقهم، ولن يصدق هؤلاء الأقزام ان الأكل أصبح بالنسبة للمواطن رفاهية ليس إلا، فقليل جداً من المواطنين يتمكن من توفير وجبة واحدة يومياً لاطفاله. وأصبح رب الأسر يدعو ربه وهو خارج من بيته إلا يمرض أحد من ذويه، لانه حينها لن يستطيع توفير ثمن العلاج، وسيكون أمامه أحد خيارين، اما بيع منزله الذي يسكن فيه ان كان من أصحاب الأملاك وليس مؤجراً أو يبيع كليته (ده لو كانت شغالة مية المية).
وبالتأكيد معظم من يتنعمون الآن في كراسي السلطة الوثيرة لا يعلمون الحال الذي وصل إليه السواد الاعظم من الشعب السودان، لأنهم قابعون في أبراج عالية يأكلون ويشربون ويرفهون على حساب الشعب المطحون.
سيسأل الله حكام اليوم حينما تأتي ساعة الحساب عن كل جريمة سرقة أو إشاعة فاحشة في المجتمع بسبب ضنك العيش وصعوبة الوضع الاقتصادي الذي نعيشه الآن جراء سياسات الفشل التي اورثتنا لها هذه الحكومة الفاشلة التي تسببت في انهيار بالبلاد واوصلتها لهذه المرحلة الحرجة التي لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يصل إليها بلد مثل السودان، بلد كبير وخيره وفير كما غنى المغني.