إعلانك معنا يعني الإنتشار

أعلن معنا
مقالات

وزارة المالية-كل الحقيقة بقلم بكري المدنى

وزارة المالية-كل الحقيقة بقلم بكري المدنى

وزارة المالية-كل الحقيقة

بقلم بكري المدنى

منذ سنوات طويلة عندما كتب الزميل الأستاذ عابد سيد احمد العامود الصحفي اختار له إسم *كل الحقيقة* وهو إسم يحتكر كل الحقيقة ويحرم صاحبه قبل الآخرين من بعض الآراء والمراجعات للوصول فعلا الى كل الحقيقة!!

إن أكثر قاعدة معرفية نافذة عندى هي القائلة *الناس أعداء ما جهلوا* وذلك لأن تبني معلومات خاطئة يشكل موقفا خاطئا دائما!!

في عاموده الأخير -كتب عابد أن وزارة جبريل صفر كبير -نقطة سطر جديد!!

من الفقرة الأولى بدأ الأستاذ عابد عاموده المذكور بمعلومة خاطئة لذا جاء كل ما بعدها خاطئا فضاعت كل الحقيقة!!

كتب عابد ما اختصاره أن الرئيس البرهان قال للصحفيين هناك وزراء ارتقوا بوزاراتهم الى مستوى مرحلة الحرب وهناك وزراء لم يرتقوا لذات المرحلة -وافترض عابد من عنده -بما لا يدع مجالا للشك- أن من الذين لم يرتقوا جبريل ابراهيم-!!

المعلومة الخاطئة التى ضيع بها الأستاذ عابد هنا كل الحقيقة أن تقييم الرئيس البرهان للوزراء يقوم على تقارير الجهة المختصة بكل الحقيقة وهي مجلس الوزراء والأخير وبكل الوزراء كان قد أشاد بوزارة جبريل لتكون المالية من بين الوزارات القليلة التى نالت هذا التقييم أثناء الحرب!!

بقية المعلومات التى ضيع بها عابد كل الحقيقة تنحصر في (عدم تصدى المالية للتخطيط الاقتصادي وتطوير الموارد وجلب القروض ووضع ميزانية حرب مع عجز المالية عن الوفاء بمتطلبات الدولة واحتياجات الحرب ومرتبات العاملين لينوب عنها بنك السودان وعاب عابد على الوزارة الاستدانة من البنك المركزي) -انتهى-!!

أعلاه تقدير عابد لعمل المالية وهو تقدير خاطئ لأن فيه خلط بين عمل الوزارة المعنية وبقية الوزارات والمؤسسات الأخرى وعدم الإحاطة بأحوال البلاد في ظل الحرب القائمة

أدناه أورد بعض النقاط حول عمل المالية وواقع الحال وشروط القروض الخارجية وهي -وليس حديث عابد -كل الحقيقة!!

*يعتمد الاقتراض من سوق المال العالمي على وضع الدولة في سلم التصنيف الائتماني و السودان لا يدخل في هذا التصنيف اصلا !!

*مهمة المالية زيادة إيرادات الدولة و ضبط صرفها فإن ضربت مصادر الإيرادات فليس بإستطاعة الوزير -وهو ليس بحاوي- صناعة ايرادات من العدم والدولة كانت تعتمد بنسبة تفوق ٨٥ ٪؜ من إيراداتها الضريبية على ولاية الخرطوم بحكم وجود غالب الشركات و المصانع و الخدمات في العاصمة وعندما ضربت العاصمة ضرب مصدر الإيراد الضريبي الأساسي!!

*انخفضت ايرادات الجمارك بنسبة كبيرة نسبة لتعطل الصادر و بخاصة من الولايات الغربية و لضعف الوارد نسبياً بعد ان اصاب الكساد السوق السوداني لضعف القوة الشرائية للمواطن الذي سلبت ممتلكاته و تحول الى لاجيء أو نازح بين عشية و ضحاها

*غالب المغتربين صاروا يحولون مدخراتهم إلى أهلهم في دول اللجوء و الهجرة بدلا من تحويلها إلى السودان!!

*انتاج الذهب تأثر سلباً بخروج الأجانب الذين كانوا يعملون في مجال التعدين

*انخفض إنتاج البترول الى أقل من ثلث الكمية المنتجة قبل الحرب و تعطلت المصفاة التي كانت تغطي أكثر من ٤٠٪؜ من حاجة البلاد من المشتقات البترولية كما تعطل الأنبوب الناقل للنفط و هو مصدر مهم من مصادر الدخل

*اجتهدت المالية في زيادة إيراداتها بصورة مضطردة و مثالاً لذلك ارتفعت ايرادات ديوان الضرائب من ١٥٠ مليون جنيه فقط في شهر مايو ٢٠٢٣ إلى ٥٣ مليار جنيه في يوليو ٢٠٢٤.

*تعتمد الولايات على المركز في كل مصروفاتها بما في ذلك أجور موظفيها مما يضيف عبئاً اضافياً على المالية الاتحادية التي تصرف اكثر من ثلث إيراداتها على الولايات

*من الطبيعي زيادة الصرف في ظروف الحرب والاستدانة من البنك المركزي قرار سيادي تتخذه الدولة على أعلى المستويات القيادية عندما لا تجد بديلاً له

*الموسسات المالية الدولية وتوابعها الاقليمية فرضت مقاطعة شبه كاملة على السودان منذ اكتوبر ٢٠٢١ لأسباب سياسية معروفة و حتى القليل الذي أقنعتهم الوزارة على دفعه لأسباب إنسانية ولقد اصروا على أن يتم عبر طرف ثالث (منظمة من منظمات الأمم المتحدة أو اكثر) و لم تتحرك الموارد هذه بصورة فاعلة لإرتباطها بتسديد أقساط الديون

*الدول لا تقرض حكومات تعيش حرباً داخلية كما أن معظم الدول التي تعشم في الحصول على منح أو قروض الكثير منها يعانون ضغط اصدقائهم الكبار الذين يحذرونهم من دعم السودان لان هزيمة الحكومة اقتصادياً جزء من مؤامرتهم الكبرى لهزيمة الدولة والسيطرة على مواردها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى