عبدالقادر باكاش يكتب
وداعاً بلدوزر الشرق
رحل عن دنيانا الفانية مطلع الاسبوع الماضي بالعاصمة المصرية السياسي الأبرز في شرق السودان (بلدوزر الشرق ) الاستاذ محمد طاهر احمد حسين بعد صراع طويل مع المرض ، رحل عن الفانية وهو مثقل بهموم وقضايا اهله ، عاش عمره قائداً وسياسياً ومصلحاً اجتماعياً وخادماً أميناً لقضايا أهله ، كان شعلةً من النشاط والحيوية في سوح العمل العام ، بدأ برلمانياً في حكومة مايو مطلع السبعينيات يومها كان معلماً شاباً تخرج في معهد بخت الرضا وتنقل بين عدد من المدارس الابتدائية معلماً في مدخل الخدمة تم تصعيده ممثلاً لدائرة همشكوريب بمباركة الشيخ المؤسس علي بيتاي ، أجاد البلدوزر تمثيل منطقته خير تمثيل وكان عنواناً للبرلماني المهموم بهموم وقضايا أهله و كان سياسياً مدركاً لكل ما يدور حوله وعالماً بأساليب وطرائق مهمته السياسية ، كان واحداً من الذين رسموا خارطة الاقليم الشرقي في برلمان نميري عند التقسيم الاداري في السودان من اربعة اقاليم الي تسعة اقاليم كما كان له السبق لاحقاً في العام 1994 في تأسيس ولاية البحر الاحمر بعد تقسيم الاقليم لثلاثة ولايات من خلال تأسيس المجلس التشريعي بالولاية إذ شغل منصب رائد المجلس ثم نائباً للرئيس بجانب تدرجه في المناصب التنظيمية حتي صار نائباً لرئيس حزب المؤتمر الوطني من 2007 حتي 2013 ، فكان صاحب دور فاعل في انشاء محليات الولاية وفي رسم خارطة الدوائر الجغرافية الانتخابية وفي سن قانون قسمة الموارد ، ترك الاستاذ محمد طاهر احمد حسين بصمة شاخصة في خدمة الولاية عامة وفي خدمة الدوائر الجغرافية التي مثّلها خلال وجوده في تشريعي الولاية ، اذ شهدت دائرته الجغرافية في منطقة تهاميام تطوراً رأسياً وأفقياً معقولاً في كل محاور التنمية والخدمات مما جعلها دائرة انتخابية مغلقة له ظل يفوز فيها برضى وبتزكية من أهلها منذ العام 1994 حتي اخر انتخابات خاضها في العام 2010 .
إشتهر الراحل بالدهاء والذكاء وقوة الشخصية خاض العديد من المعارك السياسية بقوة وثبات يحسده عليه الاعداء والاصدقاء ظل مرفوع الرأس يواجه سهام خصومه هاشً باشً طلق المحيا ، تعلوه الابتسامة ، لم يهنأ خصومه ولم يتذوقوا عنده طعم انتصاراتهم عليه بسبب ثباته وتماسكه في أحلك اللحظات ، كان وقوراً وحكيماً في تعاطيه مع القضايا وكان شريفاً وعفيفاً في صراعاته مع الخصوم ، أرسى لأدب سياسي عظيم في احترام الخصوم واشاعة ثقافة التعايش مع الاختلاف ، لقد ظل مثار جدل طيلة فترة شغله للعمل العام لكنه لم يستسلم لهزيمة ولم يشمت عند انتصار ، وبفقده فقدت السياسة بولاية البحر الاحمر نكهتها ومذاقها
رحم الله الاستاذ محمد طاهر احمد حسين ورزقه الجنة مع الصديقين والشهداء والصالحين وجعل البركة في ذريته من الابناء والاحفاد والاسباط ، فلم يكن فقيد أسرته او أهله وحدهم انما هو فقيد كل الشرق وقد أثبتت مراسم تشييعه وعزائه داخل السودان وخارجه مكانته في نفوس الناس وحبهم واحترامهم له
…
برؤوت عدد اليوم الاثنين٢٩ أبريل ٢٠٢٤