ما وراء خطاب حميدتى
كتب /حسن البصي
يبدوا أن هناك سيناريو جديد لحرب السودان و قد بدأت ملامحه فى خطاب حميدتى الاخير و الذى جاء بنكهة مطبخ إماراتى اثيوبى.
حاول كاتب الخطاب الذج بمصر لمجريات الصراع من خلال إتهام الطيران المصرى بدعم الجيش السوداني و ذلك تبريراً للخطوة القادمة و هى مشاركة طيران حربى مضاد لإستهداف مواقع داخل العمق السودانى و إشعال المنطقة بحرب إقليمية أكثر وضوحأً من التخفى خلف قوات الدعم السريع و يبدوا أن الإمارات قد وصلت لقناعة بأنه لا بد من تحقيق أهدافها بأي ثمن .
و عندما يتم ادخال مصر هكذا علينا أن نبحث عن المستفيد !! سنجد أن إثيوبيا ستبادر لتحل مكان تشاد التى نفضت يدها من إدخال الدعم للمليشيات بقفل حدودها و عدم رغبتها فى التدخل فى الشأن السودانى.
و بالفعل إثيوبيا بدأت فى إستلام المعلوم من ” الكاش” وقد وصلت طائرة شحن يوشن اماراتية الاسبوع الجارى حسب ما رشح فى الاخبار و على السودان ان يتوقع اسود الإحتمالات و لا استبعد أن تكون هناك ضربات من طيران حربى خارجي على السودان و اعتقد أن الخطاب تمهيدا لذلك.
أما ما ورد فى الخطاب حميدتي بتوجيه جنوده بعدم تبديد الزخيرة فى الهواء يُشير على إنقطاع الإمداد العسكرى و قد تحتاج الجولة القادمه إلى قوات مشاة بعد النقص الحاد فى القوة البشرية نتيجة لهلاكها او للهروب المستمر .
حاول كاتب خطاب حميدتى توصيل رسائل لأكثر من جهه فعندما أشار لضرب الطيران المصرى لضرب قوة من الدعم السريع فى كررى كانت جاهزة لمشاركة خارجية فإنه يلفت نظر السعودية لإستهداف غير مباشر من المصريين لها و بذلك يريد تحييد المملكة من اى تدخل يعارض إذا ما قام الطيران الحربى الإماراتى او الاثيوبى بضرب أهداف داخل السودان
بالطبع لا نتوقع رد فعل مصرى أكثر من بيان نفى خجول من الخارجية المصرية و على القوات المسلحة السودانية أخذ هذه التهديدات مأخذ الجد و إعتبار هذا تهديد مبطن من دوائر إقليمية و إعلان أن أى هجوم من خارج الحدود سيكون رد السودانى قوى وأن هناك مواقع إستراتيجية ستكون أهداف مشروعة بما فيها السدود وراء الحدود