لقيتوا المعاملة كيف
بكتب / حسن البصير
الحرب التى فُرضت علينا فى السودان و التى شنتها مليشيات بربرية ينعدم لديها الوازع الدينى و الأخلاقى يجعلنا ان لا نكون مثلهم فى السلوك المُخالف لشرع الله و منهج رسوله الكريم و قد راينا كيف يعاملون الأسرى مخالفين كل القيم التي أمر بها الإسلام و القوانين المتعارف عليها دولياً لهذا سنطرح فى هذه المساحة ضوابط الإسلام و وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم لجيوش المسلمين
. و امل ان يعمم هذا المقال فى مجموعات المرابطين من أفراد القوات المسلحة و المستنفرين فى كل الجبهات
الحرب عند المسلمين دائماً إضطرارية؛ كـ ضرورة الدفاع عن حرية العقيدة وحرمات المسلمين وأعراضهم وأموالهم وأراضيهم والدفاع عن بلاد الإسلام والمسلمين اين ما كانوا بشكل عام ، وكـ ضرورة تأمين سُبُل دعوة الناس و توفير الحياة الكريمة لهم وهذا ما قرّره فقهاء المذاهب الأربعة لإهل السنه، أن مناط القتال هو ( الحرابة والمقاتلة والاعتداء ) وليس الكفر ، فلا يُقتل شخصٌ لمجرّد مخالفته للإسلام، إنما يُقتل لاعتدائه على الإسلام والمسلمين. ولسنا نعني بحتمية الحروب أننا نشتهيها أو نترقّب حدوثها، بل نحن على العكس من ذالك، فنحن المسلمين لا نجعل الحرب إلاّ آخر القرارات، ونهاية الحلول، ولا نسعى إليها إلا لردِّ حقٍّ، أو دفعِ شرٍّ، أو تأمينِ حياة.
ان محمد رسول الله(صلى الله عليه وسلم) كان إذا ارسل جيوش اوصاهم
(ألا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليداً، أو امرأة، ولا كبيراً فانياً، ولا معتصماً بصومعة، ولا تقربوا نخلاً، ولا تقطعوا شجراً، ولا تهدموا بناءً..).
وهذه الوصية كررها أبو بكر الصديق رضي الله عنه مع جيش أسامة بن زيد حين قال: (لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً فانياً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه.. ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع، فدعوهم وما فرغوا أنفسهم إليه، وسوف تأتون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإذا أكلتم منها شيئاً بعد شيء فاذكروا اسم الله عليها.. وسوف تلقون أقواماً قد فحصوا “كشفوا” أواسط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب، فاخفقوهم بالسيف خفقاً. اندفعوا باسم الله)
و نستحضر قصة الغلامين اللذين يسقيان لقريش يوم بدر و وقعا فى أيدى المسلمين
فسألوهما، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي، فقالا: نحن سقاة قريش، بعثونا نسقيهم من الماء، فكره القوم خبرهما، ورَجَوْا أن يكونا لأبي سفيان فضربوهما؛ فقالا: نحن لأبي سفيان فتركوهما، وركع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسجد سجدتيه، ثم سلم وقال: “إذا صدقاكم ضربتموهما، وإذا كذباكم تركتموهما؟!.. صدقا، والله إنهما لقريش”.. – ثم خاطب صلى الله عليه وسلم الغلامين بلينٍ ورفقٍ قائلاً لهما: أخبراني عن قريش؟”و عاتبَ صحابته الكرام لأجلهما، وأنكرَ عليهم ضربهما؛ بَلْ إنّه لم يتخذهما أسيرين مع أن الحرب على الأبواب،
يقول الله تعالى: ” وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعدلُواِ هُو أقربٓ لِلتّقُوى”
ورغم ما حدث في غزوة أحُد من تمثيل المشركين كفار قريش “بـ سيد الشهداء أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب بن هاشم رضي الله عنهم” عَمِّ رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يُغَيِّر مبدأه، بل حرص على النهي عن المُثلة اي تشوية جثث القتلى حتى مع المشركين ، ولم يَرِدْ في التاريخ حادثة واحدة تقول: إن المسلمين مَثَّلوا بأحد من اعدائهم
