تمرد المناصرين. حبل جديد يلتف حول رقبة كيكل
إنقسنا نيوز _تغطية الأحداث الجارية
في أسوأ كوابيسه، لم يكن يتخيل قائد المليشيا بولاية الجزيرة، أبو عاقلة كيكل، أن تلتف جميع الحبال حول رقبته بما فيها حتى حبل الوصل الذي يربطه مع مناصريه وحظوته بمنطقة تمبول.
الأسبوعين الماضيين، واجه كيكل تمردا من أبناء الدعم. السريع بمدينة تمبول، حيث رفضوا دعوته للاستنفار للقتال بجانبه، وقال شهود عيان، إن سيارات كيكل ظلت منذ يوم السبت قبل الماضي تجوب سوق تمبول لتجميع المقاتلين لحشدهم للقتال، بينما واجه جنوده القريبين رفضا واسعا من بقية القوات التي رفضت الاستنفار، وأوضح الشهود أن كيكل استدعى بعضهم لمقره المؤقت بقسم شرطة تمبول وقال لهم في محاولة لإقناعهم “كان ما قاتلتوا معاي ناس العمل الخاص بجوكم جوة تمبول”، لكنهم رفضوا، وفي محاولة أخيرة، استدعى كيكل بعض قيادات تمبول المتماهية خوفا أو طمعا مع المليشيا، وأخبرهم بتمرد أبنائهم، وخطورة ذلك وما يمكن أن يترتب عليه، لكن القيادات تجاهلت حديث كيكل وواجهته بسؤال، يبدو أنه أس الأزمة، عن مصير ابنهم الطاهر جاه الله، قائد المليشيا بتمبول، والذي اعتقلته استخبارات الدعم. السريع من مدينة تمبول وقادته لمكان مجهول داخل العاصمة الخرطوم بوشاية من كيكل.
حملة استنفار كيكل لدعامة تمبول فشلت، ليس بسبب تورطه في اختفاء الطاهر جاه الله، فحسب وانما لتحركه المتهور خلال هجومه على الفاو أواخر سبتمبر الماضي، ذلك الهجوم الذي خلف 17 من الهلكى وسط عناصر المليشيا بتمبول وحدها، حيث أوضحت صيوانات العزاء المنصوبة في تمبول في ثاني يوم لهجومه على الفاو، بؤس الرجل وفقدانه للقيادة الرصينة، حيث شعر الأهالي بشكل حرفي أن كيكل يدفع أبنائهم لمحرقة من أجل هدف شخصي حقير.
لعنة الطاهر جاه الله
تزامنت حملة كيكل بتمبول، مع سريان شائعة عن تصفية استخبارات المليشيا لقائدها بتمبول الطاهر جاه الله، الشائعة التي لم ينفها كيكل ولم يثبتها، ولم يتحدث عنها، عمقت الأزمة بينه وبين “دعامة” تمبول المحسوبين على جاه الله، وأفشلت خطة الاستنفار. وأوضحت مصادر، أن كل ما قاله كيكل لأهل الطاهر جاه الله، إنه لا علاقة له بالاعتقال ولا يعرف ظروفه وملابساته وأنه سيجري اتصالاته للافراج عنه، لكن هذه الإجابة لم تكن كافية لإعادة ثقة “دعامة” تمبول في كيكل مرة أخرى، فخرج الرجل من المدينة خائبا منكسرا منذ منتصف الأسبوع الماضي وغادرها إلى الشرفة بركات لبعض الوقت، قبل أن يغادر لمنطقة ود الحداد جنوبي الجزيرة، في رحلة امتدت من الشرفة إلى كوبري حنتوب وغربا إلى كوبري البوليس وإلى طريق ود مدني سنار، دون المرور بوسط ود مدني، وعاد منها خالي الوفاض أيضا، وبذات الطريق، وذلك بسبب مخاوف ومحاذير قيدت تحركاته، عقب نجاته من قصف طيران ثلاثة مرات على الأقل وافلاته من العمل الخاص بالجزيرة، وأمس عثر جيش الشرقية على سيارته الشخصية بميدان المعركة في قرى الفاو.
هذه المخاطر التي تحيط به من كل الاتجاهات، دفعت كيكل بشكل محموم إلى البحث عن كروت ضغط لحماية نفسه من غدر المليشيا ومن ثأر الجيش.
شلة حول كيكل
واقعيا، فإن من حول كيكل هم إخوانه وأقاربه وأبناء منطقته وبعض “دعامة” الجزيرة الذين حار بهم الدليل وتقطعت بهم السبل، ففضلوا نار كيكل على رمضاء الرزيقات.
وفيما يبدو فإن ذهاب كيكل لمنطقة ود الحداد هى محاولة لتجميع “دعامة” المنطقة حوله عقب تشتت المليشيا بجبل موية، ويقول مراقبون أن كيكل يريد إستئصال الدعامة من أبناء الجزيرة من جسم الدعم . السريع ووضعهم في يده ككرت ضغط يمكن عبره التفاوض مع الجيش بشكل منفصل لإنقاذ نفسه وأقاربه عقب انهيار إمبراطورية آل دقلو المتخيلة.