بين مُقْنَع الكاشفات،وأُمْفَكُّو،هناك فرق !!
يكتب محجوب فضل بدری
-بما للمرأة السودانية من مكانة رفيعة،فی المجالات كافَّةً،فقد كان لها فی الماضی غير البعيد، دورٌ نبيل تختص به لوقف الإقتتال بين أی (طرفين) دونَ أن تشرخ حلقومها بالعبارة المخنثة التی يتبناها القحاطة (الله يكرم السامعين) ألا وهی عبارة (لا للحرب!!) وهی عبارة منتهية الصلاحية فالحرب قد وقعت بالفعل !! واللولوة ما بتوقفها !!
-كانت المرأة السودانية النبيلة بت الرجال إذا إحترب قومها،وتجالدوا بالسيوف،تبرز المرأة بين صفوف الرجال المتقاتلين وتزيح الثوب عن رأسها فتكشف عن شعرها،فيتوقف القتال علی الفور،ويهرع إليها الرجال لستر شعرها المكشوف،ومن هنا جاءت عبارة (مُقْنَع الكاشفات) قالت الشاعرة بت مسيمس فی رثاء البطل عبد القادر ود حبوبة:الواعی ما بْوَصوه،من امس الضحی توری أب زنود ساقوه (يامقنع ولياتو) وقالت أخریٰ الليلة حوبتك جات، يامقنع الكاشفات،ای كاشفات عن شعورهن٠
-وشاهدنا فی هذه القصة هو الدور الإيجابی للمرأة الحرة المحتشمة فی منع إراقة الدماء،وتقدير الرجال وحرصهم علی إحتشام المرأة لذا فأنهم (يعملون أرضاً سلاح) وهم فی عز المعركة، وذلك فقط ليستروا (شعر إمرأة) فهم يرون أنها تستحلفهم بشرفها أن يكفوا عن القتال !!
-وعندما خارت قویٰ الجنجويد وانهارت معنوياتهم ،واستيأسوا من النجاح هرعوا إلیٰ الحكامة يلتمسون النصر،فما كان من هذه إلَّا وإن قامت بخلع ما يستر عورتها المغلظة ورمت بها إليهم وأقسمت أن لا تلبسها إلا بعد إحتلال الفاشر!!
– قد شعر الناس بالحياء والتقزز من ذلك التصرف المشين وقالوا بلسان حالهم :- إذاً فابشری أيتها الحكامة (بقعادك أُمْفَكُّو طيلة حياتك) لأن ناسك ذاتهم قعدوا أُمْفَكُّو !! هناك فرق كبير واختلال فی القيم بين من يعتبر كشف الشعر عورة،وبين من لا يعتبر العورة المغلظة ذاتها عورة!! فالجيش يقاتل وهو يتخذ من علم البلاد راية، والجنجويد يتخذون من (كنفوس) الحكامة راية يقاتلون تحتها، الجيش يقاتل لستر الحراٸر، والجنجويد يقاتلون لاغتصاب الحراٸر، الجيش يقاتل وينتصر لأن (الحق أبلج)،والجنجويد ينهزمون وينكسرون لأن (الباطل لجلج)
فهناك فرق كبير كما الفرق بين السماء والأرض ٠
حاشية لصالح أولاد ميكی
جاء فی اللهجة العامية فی السودان أمٔفَكُّو: العريان٠
الكنفوس:خرقة تستر بها النساء عوراتهن٠
اللهم لا تٶاخذنا بما فعل السفهاء مِنَّا