الكدايس،ولا الجنجويد !!
-محجوب فضل بدری-
عندما إنتفش ريشه،واحمَرَّت (علاعيله)،واكتنزت فِقْرَتَه،وامتلأت خزاٸنه حتَّیٰ تجشأ، فظَنَّ أن لن يقدر عليه أحد،قال للناس وهو يقصد أهل العاصمة المثلثة :-
(والله عماراتكو الغالية دِی دِی، إلَّا تسكن فُوكَّا الكدايس !!) وصدق إلیٰ حين، وهو الكذوب،فقد هجر الناس منازلهم فی العاصمة،بعد أن تحولت العاصمة الأكثر أمناً فی العالم،إلیٰ مسرح عمليات عسكرية نشطة ٠
-لكنَّ القلوب ظلت معلقة بالوطن ولم تهاجر مع أصحابها،وما هجرت بلادها وأرضها،فقد كان لسان حالهم يقول ماقاله النبی الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم عند هجرته الشريفة من مكة إلیٰ المدينة،قال وهو يفارق مكة المكرمة:-(والله إنَّك أحبّ بلاد الله إلیٰ قلبی،ولولا أن اهلك أخرجونی ماخرجتُ)
-واحتل الجنجويد منازل المواطنين وعاثوا فی الأرض فساداً لم يسبقهم عليه أحدٌ من العالمين،لكن جيشنا العظيم مَدَّ لهم حبال الصبر، حتَّیٰ ظَنَّ به البعض الظنونا،فلما طال بالجنجويد الأمد وظنوا أن لا غالب لهم،وزادت عربدتهم، واستحلوا كل حرام،جاءهم الموت من كل مكان،
فمن لم يَمُتْ منهم بالرصاص مات بالطرزمتش ذبحاً،ومن لم يفر بجلده، سلخته أيادی العمل الخاص سلخ الشاة جزاءً وِفاقاً٠
-إحتفل السودانيون من بورتسودان حتی (الفاشر ذات النصر الباهر)،ومن القاهرة حتَّیٰ نيويورك بتقدم الجيش
علی المحاوِر كافةً،وبالأمس صال القاٸد العام وجال فی العاصمة من قاعدة وادی سيدنا بأم درمان وحتی قاعدة حطاب بالخرطوم بحری،فی إشارة إلیٰ قُرب إنجلاء البلاء عن عاصمتنا بإذن الله تعالیٰ،وإيذاناً بعودة النازحين واللاجٸين إلیٰ ديارهم ووطنهم، ونقول للجنجويد والعملاء ولمن وراءهم(السودان ده زبدة فی أنف أسد، تعالوا أَلْحَسُوها !!) كِنْ تقدروا !!
-وربما تتاح الفرصة للكدايس أن تُساكن أصحاب المنازل كحيوانات أليفة، أمَّا الجنجويد فهم حيوانات قميٸة ليس لها عندنا إلَّا النار، والثأر منهم لكل عرض أُنتهِك، ولكل مالٍ أُغتصِب،وللمتعاونين والممالٸين والعملاء الخونة حساب خاص ليس أقل من أن يمثلوا أمام المحاكم العسكرية الكبریٰ بأحكامها الناجزة المستمدة من قانون الطوارٸ وقانون القوات المسلحة، وستلفظ أرض بلادنا الاّبية حتَّیٰ جثثهم القذرة،وستعاف الكلاب لحومهم النتنةوسيتقيأ البحر
جيفهم لو أُلقيت فی مياهه !! ولست أدری أی أرضٍ تقلهم،وأی سماءٍ تظلهم، أما الهالك حميدتی او شبيهه (الدوبلير او الروبوت)،وشقيقه الهطلة
وبقية آل دقلو فإن الأسیٰ سيقتلهم،
فبعدما دانت لهم السلطة حتی أصبح تاجر الحمير ناٸباً للرٸيس،وأتخمت خزاٸنهم بالمال الحرام والذهب المنهوب،أصبح كل ذلك هباءً منثوراً،ولن يجدوا من كفيلهم إلَّا الإزدراء،وسيبكون كما بكی عبد المنعم الربيع بكاء العذاریٰ،وسينزوون مثل ما انزوی
عزت الماهری،إنزواء المجذوم، هذا إن لم تطالهم ذراع الجيش الطويلة،
وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰۤ أَمۡرِهِۦ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ
صدق الله العظيم